Category Archives: منار المعارف

متى ينتهي الصراع بداخلك؟ The conflict within you ends, when..

‏ينتهي الصراع بداخلك ، عندما ينتهي الكُره والغضب.

‏وينتهي الكُره والغضب ، عندما تتوقف عن إشغال عقلك بمن أساءوا إليك..‏أنت تستحق أن تشغل عقلك بما يسعدك وينفعك.

‏أرجو أن تفعلها من أجلك أنت.

‏أول خطوات بناء الذات :

‏التنظيف .‏أن تنظف داخلك من أفكار :

‏(الصراع ..التذمر ..الكره ..الحسد .. اللوم .. التحسر)

‏وبعدها تبدأ في تشييد بناء أكثر قوة ومتانة..

‏عندها ستنعم بأفكار :

‏(التصالح .الرضا . الحب .العطاء . التسامح .الاستقلالية)

تعلم مهارة النسيان ونظف أرشيف عقلك باستمرار لا تحتفظ فيه إلا بالذكريات الجميلة أما المؤلمة فخذ منها العبرة والحكمة تخلص من أفكارك السلبية واحتفظ بالتعلم الإيجابي

كن ملهماً لنفسك عظيماً بما تسعى إليه.

بإمكان القلق لو تغلغل في الجسد أن يربكك أكثر من مادة كيماوية مضرة أو فيروس شرس أو غذاء سام.

اضبط التوازن، تأكد من انسجام الجسم مع النفس، خذ أنفاساً عميقة، اشرب ماء خلال اليوم، سخف الأمور المزعجة، خفف أهمية الأمور المطلوبة، امتن لما عندك، أشكر الله ومن حولك، ابتسم…

الحمدلله حمدا تطيب به الحياة، والحمدلله حمدا تستديم به النعم، حمدا يوازي فيض فضله ورحمته وكرمه وإحسانه..

The conflict within you ends, when hatred and anger ends.

Hatred and anger ends, when you stop occupying your mind with those who wronged you.. You deserve to occupy your mind with what makes you happy and benefits you.

Please do it for you.

The first steps of building oneself:

Cleaning . To clean your inside of thoughts:

( THE STRUGGLE .. Grumble .. Hate .. Envy .. Blame .. Conviction)

And then you start to build a stronger and more durable building..

Then you will be blessed with ideas:

( Reconciliation . Satisfaction. L O V E Givings . Tolerance . Independence)

Learn the skill of forgetfulness and constantly clean the archive of your mind, you will only retain beautiful memories, but the painful ones, take a lesson from it, and wisdom, get rid of your negative thoughts and keep positive learning.

Be an inspiration to yourself be great in what you seek.

Anxiety infiltrating the body can confuse you more than a harmful chemical, a vicious virus or toxic food.

Adjust the balance, make sure the body is in harmony with the soul, take deep breaths, drink water throughout the day, make the annoying, make the necessary important, be grateful for what you have, thank God and those around you, smile…

Praise be to Allah, praise be to Allah for which life is good, and praise be to Allah that sustain blessings, praise be to Him equal to the abundance of His grace, mercy, generosity and benevolence.

ما هو علم النفس الجسدي وكيف يساعد في علاج الأمراض لدى البالغين والأطفال؟

Continue reading ما هو علم النفس الجسدي وكيف يساعد في علاج الأمراض لدى البالغين والأطفال؟

نظرية البهجة الشفائية

Continue reading نظرية البهجة الشفائية

د. حسن ميّ النوراني – التربية الحنسية للأبناء (3) نصائح للآباء

Continue reading د. حسن ميّ النوراني – التربية الحنسية للأبناء (3) نصائح للآباء

Al-Noraniya (the luminosity) Call of Hasan Mai Alnorani

Validating Professional Growth (VPG)
Al-Norania (the luminosity) Call of Hasan Mai Alnorani
Love each other.. love delight you.. delight of love illuminate you
“Da’wat Al Noraniya”
Al Norani’s remedy to the mind’s darkness, morals corruption, and thepsychological and psychophysical diseases.
Dr. Hasan Mai Al Norani
glorybuild.wordpress.com
alnorani@live.com

Continue reading Al-Noraniya (the luminosity) Call of Hasan Mai Alnorani

كتاب | كيف وُجِدت الآلهة؟

[دراسة في المادية التاريخية]

رسالة “كيف وُجِدَت الآلهة” للمفكر الأمريكي جون كيرتشر نشرها خلال عام 1929 يقدّم فيها شرحاً في سياق المادية الديالكتيكية التاريخية لظهور فكرة الله والدين.

How The Gods were Made
(A Study in Historical Materialism)

By:
John Keracher
Chicago 1929
تحميل الكتاب بصيغة الـ PDF
http://www.4shared.com/office/ZzNnH9WB/___online.html

المحتويات

1) مقدّمة
2) كيف وُجِدَتْ الآلهة
3) المفهوم اللاهوتي
4) المفهوم المثالي للتاريخ
5) المفهوم المادي للتاريخ
6) الأديان: ظلال جوهر حقيقي
7) الحياة بعد الموت: الروح
8) الفايكينغ
9) الآلهة النرويجية
10) الآلهة الإغريقية
11) الأولمب
12) المحمديون
13) المسيحيون
14) أورشليم الجديدة
15) الإقطاعية
16) الإصلاح
17) العمال الذين ظلّوا متدينين
18) الطبقة العاملة الملحدة
19) البروليتاريا الثورية
20) التنظيم والتحرّر

1) المقدّمة

عندما كنت على احتكاك بالحزب الشيوعي في أمريكا، في خريف عام 1910، سمعت بعض أعضائه وهم يتحدّثون عن المفهوم المادي للتاريخ. لم يسبق لي أن سمعت العبارة من قبل وقد أصابني الفضول لمعرفة معناه الحقيقي.
وعندما تقرّبت من هؤلاء الأعضاء، طلبت منهم شرحاً لهذا المفهوم. وسرعان ما اكتشفت _كما بدا لي في ذلك الوقت_ أنّ هناك شيئاً ما مبهم فيه وأنّ الغموض يتخلّله. لقد أخبروني بأنّهم يؤمنون به وكانوا متأكّدين من أنّه مفهوم علمي أصيل، لكن كان ليس من السهل تفسيره لأنّه كان “عميقاً” للغاية. قالوا لي بأنه كان عليّ أن أقرأ كثيراً جداً لفهمه واستيعابه. فيما بعد، واتتني الفرصة لأطلب من بعض الأعضاء الدائمين والمخضرمين في ذلك الحزب أن يفسّروا لي معنى المفهوم المادي للتاريخ، لكني لم أحرز أي تقدّم يذكر. وتوصّلت إلى نتيجة مفادها أنّني كنت سطحياً جداً وعقلي ضحل بشكل معيب لأفهم هذه المسألة في ذلك الوقت.
في هذه الأثناء، كنت قد اطّلعت على مجموعة من الأوراق الشيوعية وأخذت في قراءة الكتب والكرّاسات الشيوعية أيضاً. وسرعان ما لاحظت أنّ هناك الكثير من التناقضات التي تتخلّل النظرية الشيوعية. المؤلّفون والمحرّرون كانوا يمتلكون أفكاراً ووجهات نظر مختلفة، وغالباً ما كانت متضاربة، حول مجموعة في غاية الأهمية من المسائل المبدئية. وقد فُسِّر هذا الأمر لي بأنه “اختلاف جائز في الآراء ووجهات النظر من جانب الكتّاب”. وقد تمّت طمأنتي بأنّ كل شيء على أحسن ما يرام. وأنّ “ضمن أي حركة ديمقرطية كحركتنا، يجب السماح لحرية التعبير بين الأفراد”.
لم أكن راضياً بهذا الجواب. إذ شعرت أنه لا بدّ أنّ هناك شيء ما خاطئ في حركة سمحت بكل هذه الآراء المختلفة على مبادئ الشيوعية. فالآراء المتعارضة والمتضاربة بشكل مباشر قد لا تكون جميعها صحيحة بالضرورة. كنت ما أزال شخصاً متديناً، إلا أني كنت شكوكياً بعض الشيء، وطرحت السؤال التالي بشكل طبيعي: ((ما موقف الشيوعية من الدين؟))
تلقّيت على سؤالي هذا ثلاثة إجابات مختلفة. فقد أخبرني البعض أنّ الشيوعية والدين في توافق وانسجام تام، وأنّ ((الشيوعية تمثّل المسيحية العملية)). آخرون أخبروني أنّ ((الشيوعية فلسفة مادية ولذلك لا تترك أي مجال للإيمان بالغيب أو الماوراء)). وكان هناك آخرون قالوا لي ((أننا لا نقف أي موقف من أي نوع من الدين، فهو مسألة خاصة)). ولطالما حيّرتني هذه المواقف والآراء المتضاربة.
من بين الكتب التي كنت قد اشتريتها كانت أعمال كل من كارل ماركس وفريدريك أنجلز. وكنت سابقاً قد قرأت بعض المخطوطات التي جرى ذكرها ورأيت العديد من الاقتباسات من أعمالهما خلال الاجتماعات الشيوعية الدورية. ثمّ قلّبت انتباهي لكتاباتهما وبعد فترة بدأت بفهم المقصود من فكرة المفهوم المادي للتاريخ. وكلما قرأت كتاباتهما أكثر، اتضّحت الفكرة بشكل أكبر. وبدأت بالتغلّب على موقفي السابق غير المحدّد في السؤال عن الدين، وعلى الأسئلة الأخرى، كالإصلاحات الاجتماعية، وظيفة المنظّمات الفردية (أي الاتحادات)، الدولة، والمؤسسات الأخرى. وتوصّلت إلى نتيجة مفادها أنّه إذا كان كل من كارل ماركس وفريدريك إنجلز محقين، فأغلب الذين يطلقون على أنفسهم لقب شيوعيين، يجب أن يكونوا مخطئين.
في ذلك الوقت كنت متحمّساً جداً بشأن التأثير المنير لمفهوم المادية التاريخية. إذ أنّه كان قد سلّط الضوء على مدى ضآلة المعرفة التاريخية التي كنت أمتلكها سابقاً. كنت قد تعلّمت إلقاء المحاضرات للتو. وكنت قد خضت بعض النقاشات حول مبادئ الاقتصاد والتاريخ الصناعي. وقد حدث لي بأني أدركت أنني إذا تمكّنت من تفسير معنى المادية التاريخية للعمال والطبقات العاملة، فإنني بذلك أستفيد من وقتي أيّما استفادة. لقد حاولت تجربة المادة الموجودة تحت تصرّفي وأصبحت كثيراً ما ألتقي بسؤال لطالما أزعجني وأقلقني. كان السؤال على الشكل التالي: ((من الجيد استخدام مفهوم المادية التاريخية لتفسير الأشياء والأمور المادية وعلاقاتها، لكن كيف لنا أن نفسّر من خلالها الأمور الروحية، هل يمكن لمفهوم المادية التاريخية أن يقوم بذلك؟))
كان هذا هو التحدّي الذي أجبرني على التوصّل إلى استنتاج مفاده أنّه إذا لم يكن من الممكن تفسير الأمور الروحية من وجهة نظر المادية التاريخية، عندئذٍ لابد أنّ هناك خطأ معيّن يتخلّل مفهوم المادية التاريخية. كنت مؤمناً أنّ ذلك ممكن، وشرعت في العمل فوراً. البيانات الواردة خلال الفصول التالية قد تمّ جمعها من مصادر مختلفة. ولا أنسب أيّة أفكار لي. كل ما قمت به هو أني جمعت أفكار الآخرين مع بعضها بهدف اكتشاف المكان الذي جاء منه ما يسمى بالأمور الروحية، وأيضاً بهدف إجراء مقارنات مع التفسيرات الأخرى للتاريخ، لإثبات صحّة ومعقولية المنهج الماركسي.

جون كيراتشر
شيكاغو، 1929
2) كيف وُجِدَتْ الآلهة

ما أن أصبح الإنسان واعياً ومدركاً لوجوده، سرعان ما أصبح قادراً على التفكير، وكان ملزماً بطرح السؤال على نفسه: ((من أين أتيت؟)) و((إلى أين أمضي؟)) وكان من الطبيعي جداً أن يتساءل عن كيفية مجيئه إلى العالم وظهوره على الأرض وماذا سيصيبه بعد الموت. كان يرى أصحابه يستغرقون في نومٍ عميق، من دون أن يستيقظوا. كان يرى آخرون يُقتَلون، وتخبو حياتهم. وسعى جاهداً لإيجاد حلول لهذه المشاكل التي جعلت الإنسان البدائي يبتكر معتقدات وأفكار حول الحياة بعد الموت وبكائنات خارقة أقوى من الإنسان.
عندما نعود بتفكيرنا إلى الوراء، إلى خبرات وتجارب الجنس البشري، التي تشكّل تاريخ الإنسان، نلاحظ أنّ الإنسان قد شكّل ثلاثة طرق مختلفة لتفسير نشاطاته. بمعنى آخر، لم تكن هناك سوى ثلاثة مفاهيم مختلفة للتاريخ، ثلاث تفسيرات رئيسية لهدف الإنسان وغايته على هذا الكوكب. صحيح أنّه قد تمّ وضع أكثر من ثلاثة تسميات لهذه المفاهيم للتاريخ، لكنّها جميعها يمكن جمعها في التسميات الثلاث التالية: أولاً، المفهوم اللاهوتي للتاريخ. ثانياً، المفهوم المثالي للتاريخ. ثالثاً، المفهوم المادي للتاريخ.

3) المفهوم اللاهوتي

يقوم المفهوم اللاهوتي للتاريخ على أساس الاعتقاد أنّ هناك كائن غيبي أو كائنات غيبية خارقة تتجاوز العالم، سواء أكانت خيّرة أو شريرة، وأنّ جميع أفعال الجنس البشري وأعماله ما هي إلا انعكاسات لإرادة هذه الكائنات الماورائية. لذلك، فالتاريخ ما هو إلا سجلّ للمخطّط الإلهي الظاهر للأشياء.
إنّ مفهوم التاريخ استولى على الساحة لعصور عديدة. لكنّه بات اليوم حقلاً مهجوراُ تقريباً. اللاهوتيون أنفسهم لن يعودوا يدافعون عنه، حيث أنّه يضعهم في موقف عبثي. فإذا كان صحيحاَ أنّ الإنسان يسير وفق إرادة إلهية، وأنّ أفعاله ما هي إلا جزء من خطّة إلهية، وإذا كان مقرّراً منذ الأول أن يؤدّي أفعلاً معينة ولا يستطيع الخروج عن الحطّة والقيام بأفعال أخرى، عندها يكون غير مسؤول بشكل مباشر عن أفعاله. القتل، الاغتصاب، السرقة وغيرها من الجرائم والجنح الأخرى جميعها أعمال ليست من صنع يديه. فما هو إلا وكيل متواضع وحقير ينفّذ مخطّط مشيئة إلهية أكبر وأقوى منه. يعبّر بنجامين فرانكلين في سيرته الذاتية عن مفهومه على الشكل التالي ((والآن أنا أتحدّث عن شكر الله وحمده، أنا أستحقّ بتواضع شديد أن أعترف بأني أنسب السعادة التي ذكرتها في حياتي السابقة لعطاءه الإلهي المقدّس، والذي قادني لطرق ووسائل لجأت إليها وحقّقت النجاح. وإيماني بذلك حثّني على الأمل، ومع ذلك لا يجب أن أفترض أنّ نفس الطيبة والنعمة ستستمرّ في النزول عليّ بتلك الدرجة من السعادة أو تمكّنني من تحمّل انقلابها القاتل، والذي قد أتعرّض له كما تعرضّ له آخرون، إنّ طبيعة ثروتي المستقبلية معرفة له فقط في نطاق القوى التي يباركها، حتى على مآسينا)).
روبرت برنز بدوره يعبّر عن نفس المعتقد في صلاته:
((أيّها الخالق العظيم! الذي تعلّمني كلّ ما أعرفه،
إلا أنّي متأكّد، بأنّي أعرفك وأعرف جميع أعمالك على الأرض،
لكن إذا كانت معاناتي تحلّ بي من أجل أن تتناسب مع خطّة حكيمة
إذن قرّرت روحي أن تتحمّل بثبات دون أن تشتكي))
عاش كل من برنز وفرانكلين في نفس الفترة أو العصر، عصر الثورات البرجوازية. خلال تلك الأيام، كان كلاهما من المثقفين المتقدّمين، لكنّهم لم يكونوا قادرين على التخلّص من المفاهيم اللاهوتية للكون وحكمه الإلهي.
حسب المفهوم اللاهوتي للتاريخ، من المنطقي الاعتقاد بأني إذا ما قمت بقتل شخص لن أكون أنا الملام. فليس بإمكاني القيام بأي شيء حيال ذلك طالما أنّ هناك قوّة أكبر مني قرّرت بالنيابة عني بأن أنفّذ هذا الفعل. من جهةٍ أخرى، إذا كان عليّ إنقاذ حياة شخص آخر، مقابل المخاطرة بنفسي، عندها لن أنال أي فضل بقيامي بذلك، طالما أنّ الأمر محتوم مسبقاً. كم مرةً سمعنا الناس يردّدون عبارة ((إنّها مشيئة الله)). إذا تمّ اعتماد هذا المفهوم اللاهوتي للتاريخ، عندها يعني ذلك أنّ الإنسان ليس مسؤولاً بشكل مباشر أو غير مباشر عن أفعاله. فأفعال “الخير” و”الشر” التي يقوم بها ليست أفعاله فعلياً. فما هو إلا عبارة عن أداة حقيرة ومتواضعة تنفّذ أوامر إرادة أقوى وأعظم. أمّا معاقبته على أفعاله وتصرّفاته هنا، أو في “العالم الآخر”، على ما اقترفه من أعمال ولم يكن بيده تجنّب اقترافها، فهو موقف عبثي وغير قابل للدفاع عنه.

4) المفهوم المثالي للتاريخ

هذه النظرة إلى التاريخ، والتي تقدّمت اليوم بفضل المجتمع الرسمي، تقوم على نظرية الإرادة الحرة. فحسب هذه النظرة، الإنسان هو مخلوق حرّ. فهو يمتلك القوّة والإرادة للاختيار فيما يتعلّق بأفعاله وتصرّفاته، القدرة على الاختيار بين “الخير والشر”. قد يمدّ له الله يد المساعدة، أو قد يغويه الشيطان، لكنّ الخيار النهائي يكون يبده وحده ولا أحد غيره. هذه الإرادة الحرة، هذه القدرة على الاختيار بين “الخير والشر”، ضرورية جداً لصنع إنسان “خطّاء”. فإذا لم يكن بمقدور الإنسان الاختيار ف يمكن أن يكون “خطّاءً”. عندها ستصل عملية إنقاذ الأرواح إلى نهاية مسدودة. اليوم تدافع الكنية عن نظرية الإرادة الحرّة باستماتة. لكن ما هي الإرادة؟ إنّها العقل الذي تتشكّل داخله الأفكار. المفهوم المثالي للتاريخ قائم على أساس فكرة بشرية.
من وجهة نظر المدافعين عن هذا المفهوم، تعتبر هذه الفكرة غاية في الأهمية. فالأشخاص الأخيار والصالحين هم الذين يحملون أفكاراً خيّرة وصالحة، أمّا الأشخاص الأشرار والسيئين فهم أولئك الذين يحملون أفكاراً سيئة وشريرة. الأفكار، سواءٌ أكانت خيّرة أم شريرة، تأتي أولاً ثمّ تتبعها الأفعال. الأشخاص الأذكياء هم نتاج الأفكار الذكية. والأشخاص الأغبياء هم نتيجة أفكارهم الغبية الخاصة. الأمم المتقدّمة تقوم على أفكار تقدّمية، أمّا الأمم المتخلّفة فإنّها تقوم على أفكار رجعية متخلّفة. الأشخاص التقدميون والناجحون هم كذلك بفضل أفكارهم التقدمية أمّا الأشخاص المتخلّفون فهم نتيجة أفكارهم البالية والقديمة. وهذا هو جوهر المفهوم المثالي للتاريخ.
إذا تتبنّينا هذا المفهوم المثالي للتاريخ وطبّقناه على المجتمع بشكل عام نجد أنّ الأمم العظيمة هي نتاج أمم معيّنة لديها رجال عظماء، والذين هم بدورهم نتيجة أفكارهم العظيمة. فالتاريخ _من وجهة النظر هذه_ يعني ببساطة أنّ الرجال العظماء هم صنّاع التاريخ. ويطلق على هذه الحالة في بعض الأحيان اسم “نظرية الرجل العظيم التاريخية”. طبعاً تقع ضمن نطاق المفهوم المثالي. وكامل المفهوم يقوم على أساس الفكرة القائلة بأنّ الفكرة تأتي أولاً ثمّ تتبعها الأفعال بعد ذلك.
قد يكون هذا المفهوم صحيحاً إلى حدٍ ما. فلا يمكن إنكار حقيقة أنّ الأفكار تسبق الأفعال. على سبيل المثال، لا يمكننا أن نحصل على منزل حتى نمتلك في عقولنا فكرة عنه. يمكننا تخمين أو تصوّر الشكل الذي سيبدو عليه قبل البدء ببناءه. يمكن للمهندس المعماري أن يرسم مخطّطاً، إذ بإمكانه تصوّير المنزل قبل بناءه. فبإمكانه أن يريك كيف سيبدو بعد الانتهاء منه. ليس فقط أول طاولة من نوعها تمّ تصوّرها بكل كل طاولة يتمّ إنتاجها. ففكرة الطاولة ربما قد تولّدت أساساً من عملية وضع الطعام على صخرة مسطّحة أثناء تناوله.
إنّ تطبيق هذا المفهوم على جميع الأشياء والأمور، نحن ملزمون للاعتراف بأنّ الفكرة جاءت قبل صنع الطاولة. فإذا استعرضنا التاريخ من خلال وجهة النظر هذه عندها نكون مجبرين على الاستنتاج بأنّ كشفها يعني كشف الأفكار الإنسانية وسبرها. ليس هناك أي خطأ يتخلّل هذه النظرة حتى هذا الحد، لكنها لا تمضي إلى أبعد من ذلك، حيث أنّنا نواجَه من قبل سؤال غاية في الأهمية: ((إذا كانت كافة إنجازاتنا هي نتاج أفكارنا، إذا كان التاريخ ما هو إلا النتيجة الحتمية للأفكار الإنسانية، فمن أين جاءت هذه الأفكار أصلاً؟))

5) المفهوم المادي للتاريخ

والجواب الذي نقدّمه على السؤال السابق هو أنّ ((كافة الأفكار الإنسانية قد نبعت من البيئة المادية التي عاش فيها وتحرّك خلالها)), هذا هو جوهر مفهوم المادية التاريخية.
في مجتمع بدائي، حيث يكون الإنسان على احتكاك دائم مع بعض الأشياء ولا يستخدم سوى أدوات أو أسلحة بدائية قليلة، تكون أفكاره بدائية، ومحدودة جداً. أمّا في مجتمع متقدّم وعالي التعقيد، حيث يكون الإنسان على احتكاك مع عدد لا متناهي من الأشياء والمواد، أي أنّه ضمن بيئة معقّدة، عندها تكون أفكاره معقدّة، تحمل جوانب متعدّدة، وواسعة.
بيئة الإنسان المادية هي التي تحدّد ليس فقط نطاق أفكاره بل أيضاً سماتها وخصائصها العامة. فالقانون الأول للحياة هو “المصونية الذاتية”. على الإنسان أن يأكل ويحمي نفسه من العناصر. إنّ نموّ أفكاره يتبع بشكل رئيسي تطوّر وسائل وأدوات تأمين العيش الاستمرار. والسؤال الأول الذي يطرحه الإنسان، السؤال الوحيد الذي بقي هو السؤال الأول بالأغلبية، لا يتعلّق بالطريقة التي جئنا من خلالها إلى هذا العالم أو ما قد يحدث لنا بعد موتنا، بل “متى سنأكل؟”. ذلك هو السؤال الأبدي. قد ينكر المثاليون مثل هذه “النظرة الدنيئة” لكننا يمكننا الاعتماد عليهم لنكون على طاولة الطعام في الوقت المحدّد.
منذ عدّة سنوات مضت تمّ إجراء اختبارات وتجارب سيكولوجية ضمن سجن كبير. كان من المقرّر إعدام أحد السجناء المحكومين بالإعدام شنقاً، وفي ساحة المحكمة حيث يمكن لجميع السجناء مشاهدة عملية الإعدام. ما أن تمّ لفّ الحبل حول رقبة الرجل المحكوم واستعداد المسؤول لجذب العتلة لإسقاط المحكوم، كان مئات المساجين الذين يشاهدون عملية الإعدام من خلال نوافذ زنزاناتهم صامتين. وكان علماء النفس يراقبون باهتمام وعن قرب أثر المشهد عندما علا صوت أحد المساجين مطالباً بمعرفة موعد طعامه: ((متى سنأكل؟)), وتبع ذلك صياح واحتجاجات مطالبة بالفطور.
إنّ الطريق الذي سار فيه الإنسان، مسافراً عبر العصور، كان طريقاً اقتصادياً بامتياز. فالأخلاق، والمبادئ، الدين، السياسة، الحرب، الفنون، وكافة الإنجازات التي حققها الإنسان، جميعها تقوم على أساس الاقتصاد. حاول فقط أن تبتعد عن الاقتصاد وانظر إلى أي مدى يمكنك المضي. فعندما قال نابليون: ((الجيوش تسير على بطونها))، فهو قال نصف الحقيقة. فالجنود ليس هم وحدهم الذين بحاجة لأن يأكلوا. والحقيقة هي أنّ كامل المجتمع يسير على بطنه. وهذه حقيقة غاية في البساطة لكنّ أغلب الناس يغضّون أبصارهم عنها.
التنظيم الاجتماعي الحالي معقد جداً، البنية الفوقية الاجتماعية تخفي الأساس الاقتصادي الذي تقوم عليه. الكثير من الناس يشعرون بالأمان وباتوا يتغاضون عن حقيقة أنّهم يأكلون ويلبسون الملابس، وأنّ هذه الأشياء ينبغي إنتاجها من خلال العمل. لكن هناك الملايين من الذين لا ينالون أي فرصة لنسيان ذلك. إنّ المشكلة الاقتصادية تقف عند الباب. في المرتبة الثانية بعد هذا العامل مباشرةً _الاقتصاد_ تأتي العوامل المادية الأخرى، كالمناخ، الطبوغرافيا والخواص الطبيعية للبيئة التي يعيش فيها الإنسان. إذا كان المجتمع منطقة زراعية، أو مدينة صناعية، فإنّ لهذا الأمر تأثير مطابق ومنسجم على أفكار الشعب ومعتقداته. فجميع أفكار الإنسان، من أديان، أخلاق، سياسة، إلخ، ما هي إلا انعكاس للاقتصاد والبيئة المادية. فالدماغ يعمل كالمرآة تماماً. فهو يعكس جميع الأمور والأشياء المدخلة إليه من الوسط الخارجي. والحواس الخمس تقوم بنقل مستقبلاتها إلى الدماغ، “غذاء المخّ”. يقوم الدماغ بهضم هذه المستقبلات التي استقبلتها الحواس ويحوّلها إلى أفكار. إذا أصبحت الأفكار مثبّتة تقريباً أطلقنا عليها تسمية آراء. فالدماغ لا يمكنه عكس ما هو غير موجود. فهو لا يعكس إلا الأمور الحقيقية والواقعية.
عندما يولد الإنسان يكون عقله صفحة بيضاء ناصعة لم يدوّن عليها أي شيء بعد. وأنا هنا لا أقول أنّ عقله خال، بل غير قادر على أداء عملية التفكير. في هذه المرحلة يكون محكوماً من قبل الغريزة وحدها. فهو يستجيب للجوع أو الألم. أمّا يقظة عقله تتبعها يقظة في الحواس. الحواس الخمس، الرؤية، السمع، الذوق، الشم، واللمس، يجب أن تُفَعّل أولاً قبل أن يكون من الممكن تجميع أيّة أفكار حول أي شيء في دماغ الطفل.
كافة الأكاذيب والخدع، جميع الخرافات والمخاوف، التي يكتسبها الطفل خلال نموه، هي نتاج بيئته. إنّها بمثابة “الهبات”، في أغلب الأحيان، التي يمنحها آباء مولعون لكن أغبياء لأبنائهم. فأي طفل عادي أو متوسط، أو حتى أقل من عادي، سيصبح ذكياً إذا اختلط نع أشخاص أذكياء. لكنّ نفس الطفل، إذا اختلط مع أشخاص أغبياء، فإنه سينمو وعقله مليء بالترّهات والأفكار الغبية، والخوف من الوحوش والعفاريت الخيالية. قد يقضي الطفل سنوات عديدة في الخوف من الكائنات الخفية والمخيفة والتي تعلّم الاعتقاد بوجودها والإيمان بها خلال تلك السنوات. وتلك هي الحالة دائماً عندما يكون الطفل سيء الحظ ويحظى بأهل أغبياء، أو أن يولد ويحيى ضمن بيئة متخلّفة، حيث تنتشر الخرافة والأوهام بين أفارد مجتمعه.
الحواس الخمس أشبه ما تكون بمسارات صغيرة تنقل مستقبلات الحواس إلى الدماغ. العديد من الناس يحملون أفكاراً غريبة حول طريقة عمل الدماغ ووظيفته. إنهم يضعون حول العقل سياجاً من اللغز والحيرة، في حين أنّ الدماغ ما هو إلا عضو طبيعي مثله مثل أي عضو آخر من أعضاء الجسد. وظيفة اليد، على سبيل المثال، تتمثّل في المسك والالتقاط، الكتابة وهكذا. ووظيفة القدمين هي المشي، الجري، القفز، وهلمّ جرا. ووظيفة المعدة هضم الطعام. أمّا وظيفة الدماغ فهي التفكير. لكن لا وجود لأيّة أفكار من دون مستقبلات حسية.
إذا لم يدخل المعدة أي طعام، لا يمكن أن تكون هناك عملية هضم. وإذا لم تدخل الدماغ أيّة مستقبلات حسية، فلا يمكن أن يكون هناك فكر. تنقل الحواس الخمس “غذاء الفكر”. والعقل ببساطة هو عمل الدماغ ونشاطه، كما أنّ الهضم هو عمل المعدة ووظيفتها. تلك الوظيفة التي يقوم بها العقل والتي نسمّيها ذاكرة لا يمكن فصلها عن الدماغ، كما لا يمكننا فصل عملية الهضم عن المعدة. تلك الوظيفة للدماغ التي نسمّيها ذاكرة ما هي إلا عملية تخزين للمستقبلات الحسية. صور لا حصر لها، أو صور فكرية، يتمّ تخزينها والاحتفاظ بها، بالشكل الذي كانت عليه، ليتمّ استخدامها مجدّداً عند الحاجة إليها، وفي أحيان كثيرة عندما لا نكون بحاجتها أو لا نرغب بتذكّرها حتى. هذه العملية تشبه عملية تخزين أعداد لا تحصى من الكلمات على جهاز التسجيل ليتم الاستماع إليها مجدّداً عندما نريد ذلك. وتبقى أشرطة التسجيل صامتة حتى نوصلها بالآلة التي تشغّلها وتصدر عندها تلك الكلمات عن طريق مكبّر الصوت. وذاكرتنا تبقى صامتة حتى يتمّ وصلها بالآلية العقلية، والتي نمتلك القدرة على تشغيلها عند الحاجة للتعبير عن المستقبلات الحسية المخزّنة، عن طريق الحديث، أو حتى الكتابة، وهلم جرا.
لا توجد صور فكرية في الدماغ إلا تلك التي يوجد لها مقابل في مكان ما من العالم الخارجي. بمعنى آخر، كافة الأفكار، مهما كانت معقدة أو غامضة، لها مصادر مادية خارجية، ويجب أن تكون مادية في أصلها. لا يمكن أن ينبثق الفكر من أي شيء إلا المادي. ولا يمكن أن ينبثق من لا شيء. وحتى الأمور والأفكار الخيالية، كبابا نويل على سبيل المثال، يوجد أصل مادي له في العالم المادي متجسّد في صورة رجل عجوز لطيف المظهر ذو لحية طويلة وبيضاء. أو كما يقول جوزيف ديتزغين فيما يتعلّق بالإيمان بالآلهة: ما هي إلا عبارة عن تركيبة فكرية لجسد أنثى يافعة ذات أجنحة على ظهرها. كلا الأمرين ماديان، الأجنحة والأنثى اليافعة.
هناك قصّة تروى عن رسّامي العصور الوسطى الكبار الذين كانوا يرسمون صوراً لملائكة على جدران الكنيسة. يقول أحد كهنة الكنيسة ضاحكاً على إحدى الصور: ((من قال أنّ الملائكة تطير وهي مرتدية صنادل؟)). فأجاب الرسّام على الفور ))ومن ذا الذي رأى ملاكاً لا يرتدي صندل؟))
إذا رأيت كابوساً وكنت تحلم بفيلة ذات أجنحة خضراء، أو أيّة خيالات وأحلام من أي نوع كانت، ومهما كانت خيالية، فيمكنك أن ترجع جميع هذه الصور الفكرية المركبة إلى مصادرها المادية. في الحقيقة، من المستحيل التفكير في أي شيء ليس له مصدر مادي. لم يكن هناك أي فكر في عقل الإنسان سوى ذلك الذي يمكن إرجاع أصله إلى الطبيعة ذاتها. لا يمكننا التفكير بلا شيء. حاولوا ذلك وانظروا بأنفسكم إلى أي مدى ستبلغون.
إلا أنّه ما زال هناك بعض الناس الذين يؤمنون أنّ الفكر متأصّل، أي أنّنا عندما ولدنا كانت أدمغتنا مجهّزة مسبقاً بمخزون معرفي كامل. هذه الفكرة غير منطقية على الإطلاق. فمذهب الأفكار الفطرية قد تمّ استبعاده الآن بشكلٍ كامل. هناك آخرون، في حين أنّهم لا يؤمنون بأنّ المعرفة متأصّلة في الدماغ البشري، نراهم يعذّبون أدمغتهم في البحث عن أشياء غير موجودة. إنّهم يعتقدون أنّهم إذا حبسوا أنفسهم داخل غرفة مغلقة فباستطاعتهم استخراج المعرفة من “أعماق عقولهم”، بطريقة أشبه باستخراج الماء من داخل البئر.
فالشيء الذي لا يدخل إلى العقل لا يمكن استحضاره منه. فإذا أردنا أن نمتلك معرفة حول موضوع معيّن علينا أن نعود إلى مصادره المادية ورصده بحواسنا، أو علينا الرجوع إلى الكتب أو وسائل أخرى لتحصيل تلك المعرفة التي عمل آخرون قبلنا على تحصيلها ومراكمتها باستخدامهم لحواسّهم وتسجيلها في الكتب.
ينبغي أن يتّضح أمام ناظريّ كل إنسان يمتلك ذرّة ذكاء أو عدم تحيّز أنّ البيئة المادية هي أساس ومصدر جميع الأفكار. والبيانات التالية التي أقدّمها حول بعض الأديان الرئيسية في العالم هي بغرض إثبات صحّة ما ذهبت إليه.

6) الأديان: ظلال جواهر حقيقية

إنّ مختلف الأديان التي طوّرها الإنسان تقدّم لنا برهاناً ساطعاً على صحّة المنظور المادي للتاريخ. إلا أنّ البعض سيقول: ((لكن ماذا تعني بمصطلح “الدين”؟)). وللإجابة عن هذا السؤال سأضع تعريفاً محدّداً للدين على أنّه ((نظام عبادة أو عادات معيّنة تقوم على الإيمان بوجود قوّة ماورائية خفيّة، كائن خارق أو مجموعة من الكائنات الماورائية الخارقة، بالإضافة إلى الإيمان بوجود حياة ما بعد الموت)). طبعاً أنا مدركٌ تماماً لحقيقة أنّ مصطلح “دين” ذو مدى أوسع من ذلك اليوم. لكن بما أنّي قد حدّدت المصطلح، فسيعرف القارئ ما أقصده تماماً.
من أين تأتي هذه الأفكار؟ هل هي متأصّلة داخل دماغ الطفل منذ لحظة الولادة؟ طبعاً: كلا… إنّ الأفكار الدينية مكتسبة. إنّها نتيجة تربيتنا وممارستنا. فإذا كنا قد ولدنا ضمن قبيلة بدائية فسنكون قد تربّينا عن “تابوهات” معيّنة، وبانتهاك تلك التابوهات سنكون قد جلبنا غضب الأرواح الشريرة على أنفسنا وألحقنا الضرر والأذى بالقبيلة. مثل هذه البيئة لا يمكن أن تنتج أيّة معتقدات وأفكار أخرى. المعرفة المسيحية، من جهةٍ أخرى، تتطلّب بيئة عملية معقدّة جداً. كميات هائلة من الأموال يتمّ توظيفها كل الوقت. يجب أن يكون مجتمعاً حيث يكون فيه البعض “فشلة” وآخرون “ناجحون”.
الدين مجرّد تطوّر طبيعي. وهذه هي الحال في أكثر أشكاله بدائيةً. إنّه متوافق مع كافة الدوافع الطبيعية للبشر. ذلك القانون الطبيعي “المصونية الذاتية” _أول قانون من قوانين الطبيعة_ بالغ القوة وشديد التأثير. لا يوجد شخص على وجه الأرض يرغب بأن يموت. كل شخص يريد أن يعيش. وحتى الناس المتديّنون، أولئك الذين يتغنّون ليل نهار بأمجاد السماء وجمال الجنان ومتعها والحياة الأبدية، لا يرغبون بالموت أيضاً. وعندما يمرضون فقد يلجأون إلى الصلوات، لكنهم من كل بدّ يذهبون إلى الطبيب. إنّهم لا يريدون الموت. بل إنّهم يفضّلون البقاء في هذا “العالم التعيس والآثم” قدر الإمكان. وهناك سبب جيد لذلك: إنّه العالم الوحيد الذي هم متأكّدون منه.
إنّ قانون المصونية الذاتية بفرض نفسه ويتخطّى كل عقبة. فالغنيّ سيدفع كل أمواله، وهو مستعدٌ للتخلّي عن كل ما يملك، للحفاظ على حياته. أمّا الفقير، أو المتسوّل _مادّاً يده للناس، مريضاً وسقيماً، لا يتناول خبزه إلا من مال الصدقات_ فإنّه سيبذل جهده للبقاء على قيد الحياة. فالحياة ثمينة، والروح غالية، حتى بالنسبة له.
7) حياة بعد الموت: الروح

إنّ الإنسان وبسبب رغبته الشديدة والملحّة للحياة والعيش ابتكر مفهوم الحياة الأخرى، أو الإيمان بالحياة بعد الموت. والأحلام أيضاً بدورها لها دو كبير في تعزيز الإيمان بهذه الفكرة. لنتأمّل حالة الإنسان البدائي الذي يقطن الغابة. فخلال تفاعله مع الطبيعة فإنّه يواجه الكثير من الأسئلة التي يجد نفسه مجبراً على الإجابة عنها. ظلّه، أو انعكاس صورته على بركة الماء عندما ينحني ليشرب، صدى صوته، أحلامه، جميع هذه الأمور تتطلّب تفسيرات ملحّة. إنّه يبحث عن الجواب كما يفعل الطفل. هذه الأشياء هي جزء منه ومن ماهيته، إلا أنّها ليست منه في نفس الوقت.
يستطيع الإنسان المعاصر أو الحديث التعرّف على ظلّه أو انعكاسه على صفحة الماء، لكنّ الإنسان البدائي لم يكن يستطيع. جميع هذه الأمور كانت لغزاً بالنسبة له. كان ظلّه يتبعه أينما ذهب، وفي أحيان أخرى كان يغيّر شكله أو حتى يسبقه حتى. فظنّ أنّه جزء منه. وقد روى الرحّالة قصصاً وروايات عن شعوب أصلية في مناطق مختلفة من العالم تعتنق مثل هذه المعتقدات. لقد أخبرونا أنّ أفراد هذه الشعوب الأصلية عندما يسيرون بجانب النهر كانوا يمشون بحذر مخافة أن يسقط خيالهم في الماء، كي لا تتلقّف التماسيح خيالاتهم وتسحبهم في النهر.
هناك شعوب بدائية ما زال أفرادها يؤمنون أنّ أسماؤهم جزءاً لا يتجزأ من ماهيتهم. وهم يخفونها بحذر شديد عن الغرباء أو الأعداء مخافة استخدامها من قبلهم لإلحاق الأذى والضرر بهم. إنّهم يؤمنون أنّ صدى صوتهم هو صوت حقيقي. إنّ صدى صوتهم هو أناهم الآخر يتكلّم. فتكرار نفس الأصوات التي يصدرونها يعزّز هذه الأفكار والمعتقدات ويساعد على ديمومتها. إنّهم لا يعرفون شيئاً عن ارتداد الأمواج الصوتية. الصدى، الصوت الذي يسمعونه في بعض الأحيان، يعتبرونه تحذيراً من أناهم الآخر. والأحلام بالنسبة لهم ليست مجرّد خيالات من صنع العقل، إنّما هي تجارب حيّة وفعلية.
دعونا نأخذ على سبيل المثال سكّان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر. فعندما يخلد الهندي الأحمر للنوم فإنّه قد يحلم بأنّه يمضى في رحلة طويلة. رحلة صيد تستغرق معه عدّة أيام. يمضي في رحلته مع شخص آخر ويصطادان حيوانات كثيرة. لكن عندما يستيقظ وينظر حوله فإنّه لا يرى أيّة حيوانات ميّتة بجانبه. أدواته كلها _قوسه وسهامه، فأسه، وخنجر الصيد خاصّته_ بجانبه. كلّها نظيفة كما كانت عندما رقد للنوم في الليلة الماضية. إنّه لا يشعر بالتعب من السفر والترحال، بل يشعر بالراحة والانتعاش بعد الاستيقاظ من النوم. فاستنتج أنّه ليس هو الذي سافر لعدّة أيام، بل إنّه أناه الآخر، روحه، هي التي غادرت جسده خلال الليل. ومن ذلك الذي كان معه؟ إنّه زعيم القبيلة “جناح الصقر”، الذي مات منذ عدّة ليال. لكن من غير الممكن أن يكون ذلك هو “جناح الصقر” بلحمه وشحمه، إنّما هو أناه الآخر، عاد من عالم آخر. أمّا أرض الصيد، فليست ذلك المرج الكئيب تكنسه الرياح الذي كانوا يسافرون عبره خلال الأيام الماضية، بل مكان جميل، مليء بالطرائد. كان ذلك مرجاً تصطاد فيه الأرواح. وإذا كان “جناح الصقر” مثواه الأخير هناك، فذلك هو المكان الذي سيذهب إليه الجميع بعد موتهم، حيث سيقضون حياةً أبدية تملؤها السعادة في أرض الأرواح.
هنا يكمن الأساس الطبيعي لمعتقد ذلك الإنسان البدائي، في الثنائية: الروح، والحياة بعد الموت في فردوس يعيش فيه حياةً أبدية. لكن من أين جاءت هذه الفردوس؟ هل هي سهل اخترعه من بيئة مادية واقعية يعيش فيها ويتحرّك ضمنها؟ هل هناك مكان آخر يمكن أن تأتي منه؟ الهندي الأحمر مثله كمثل غيره من البشر. إنّه يخترع فردوس الخاص وحياته الأبدية وعالمه ما بعد الموت الخاص به، فهو لديه رغبته الخاصة باستمرار حياته بعد موت جسده إلى الأبد. إنّه يرغب بالصيد بين الوديان الجميلة، تجري فيها الجداول والأنهار الرقراقة والجبال الباسقة، أو في سهول ترتع بالجواميس، الغزلان، وغيرها من الحيوانات البرية الأخرى. إنّ “جنّة الصيد الخاصة به” هي، وببساطة شديدة، بيئته الأرضية المحيطة به كما تنعكس عبر عيون عقله. إنّه يؤمن بأنا آخر له يستطيع مغادرة جسده، روح لا تموت بعد موت جسده. لكنّها له من ذلك النوع من الأرواح المجرّدة أو المفارقة للجسد أو غير المتجسّدة التي يؤمن فيها مسيحيو اليوم. فروح الهندي تأخذ شكل الجسم البشري، جسم صاحبها. لديها أسنان وأظافر قدمين، ريش في شعرها، وتمسك فأساً في يدها.
عندما حاول الغزاة الأوروبيون إقناع الهنود الحمر باعتناق المسيحية لم يلقوا استجابة قوية من قبل السكّان الأصليين. الوعد بالسعادة الأبدية كان حقاً، وكان الهندي الأحمر يؤمن بذلك. لكن كيف شكل المكان الذي سيمضي فيه أبديته تلك، ها هو السؤال. أخبره المسيحيون أنّه سيصعد إلى السماء عبر سلّم ذهبي، ومن خلال بوّابة لؤلؤية سيدخل مدينة من الذهب الخالص. أخبروه أنّ الجواهر والياقوت والكثير من الثروات والكنوز المسيحية بانتظاره، وقيثارة ذهبية يعزف بها إلى الأبد. فأجابهم الهندي الأحمر: ((كلا، ليس هذا النوع من الجنان)). ولما لا؟ لأنّه لم يكن باستطاعته تخيّل هكذا مكان. فمجرّد فكرة قضاء الأبدية بهذا الشكل كانت تشعره بالنفور. لم تكن تثير اهتمامه أفكار مثل ارتقاء سلّم ذهبي وعبور بوّابة ذهبية. ربما لم يسبق له أن رأى سلّماً أو بوّابة. لم يكن هناك أياً من هذين الشيئين لا في البراري ولا في المروج. جواهر، لآلئ، ياقوت وغيرها من الأحجار الكريمة، كل هذه الأشياء لم تكن تثير اهتمامه. لم يكن يولي اهتماماً كبيراً بشأن هذه القمامات. ولم يلقي بالاً بفكرة الجلوس على غيمة ونشر أجنحته الملائكية والعزف على قيثارته الذهبية إلى أبد الآبدين. يا لها من أبدية بالنسبة لصيّاد أو محارب! رفض الهندي الأحمر وباحتقار شديد الفردوس المسيحي. لقد كان له فردوسه الخاص، وكان ينوي قضاء أبديته في صيد الدببة، الجواميس والحيوانات الأخرى على سهول وبين تلال أرض الصيد السعيدة.

8) الفايكينغ

في الوقت الذي تمّ فيه اكتشاف أمريكا كان الهنود الحمر غرب نهر ميسوري يعيشون بأعلى مرحلة من مراحل البدائية والهمجية، أمّا شرق النهر فكان الهنود يعيشون أدنى مرحلة من مراحل البربرية. لنلقِ نظرة على ميثولوجيا الشعوب الإسكندنافية في عصر الفايكينغ. عاش الفايكينغ خلال القرون التاسع والعاشر والحادي عشر للميلاد. كانوا أقرب إلى الحضارة. لذلك فقد كانوا في المرحلة العليا [الأرقى] من مراحل البربرية.
ما يصحّ عن الهنود الحمر يصحّ أيضاً على الفايكينغ، وجميع الشعوب الأخرى فيما يخصّ هذه المسألة. فأفكارهم ومعتقداتهم مصاغة على أساس الأشياء المادية التي تحيط بهم ضمن بيئتهم التي يعيشون ضمنها، كما أنّ نمط العيش الذي يفرض نفسهم عليهم _السعي وراء الرزق وتأمين العيش_ له بالغ التأثير على عقولهم. لم يكن الفايكينغ مجتمع صيّادين، على الأقل لم يكن ذلك أسلوبهم الرئيسي في العيش. بل كانوا شعباً من البحّارة، يجوبون البحار، مقاتلين عظماء، محاربين أشدّاء عبر البحار. كانوا يسافرون بالبحر كثيراً. أبحروا بسفنهم على طول سواحل أوروبا، وحول الجزر البريطانية، وتغلغلوا عميقاً في البحر المتوسط. ومن المؤكّد أنهم وصلوا سواحل أمريكا. إذا لم يكن “ليف إريكسون” هو من اجتاز المحيط الأطلنطي، فلا بدّ أنه كان أحد من أبناء جلدته. كان الفايكينغ يكسبون عيشهم بالغزو. عندما كانوا يرسون بمراكبهم في أي مكان كانوا يغيرون عليه ويأخذون كل ما يمكن أخذه. أغلب أوقاتهم كانوا يقضونها في المحيط، والقليل على اليابسة. ومن هذا النمط في العيش، وهذه البيئة المادية المحيطة بهم، بإمكاننا أن نستنتج نمط المعتقدات التي كانوا يعتنقونها والأفكار التي كانوا يؤمنون بها، إذ يمكننا معرفة الكثير حول مفاهيمهم ومعتقداتهم الروحية؟

9) الآلهة النرويجية

لم يكن الفايكينغ يؤمنون بإلهٍ واحد، بل بعدّة آلهة وإلهات. كان رئيس آلهتهم يدعي أودِن Odin (وكان يعرف عند الشعوب الأنغلو-ساكسونية وودِن Woden، أو ووتان Woutan عند الجرمانيين). كانت لديه عين واحدة بمنتصف جبينه. زوجته كانت فريغ Frigg (أو فرييا Friia عند الجرمانيين).
كان أودِن إلها قوياً وحكيماً. كانوا يهتمّون بعبادته كثيراً، لكنّهم كانوا يولون اهتماماً أكبر لعبادة ابنه “ثور Thor”، إله الرعد، الذي كانوا يجسّدونه بصورة محارب شديد البأس في منتصف العمر. كان مفتول العضلات ويحمل بيده مطرقة عظيمة. لقد تخيّله الفايكينغ على صورتهم الخاصّة. كان رجل فايكينغ إلهي.
وعلى غرار جميع الشعوب التي تجوب البحار، كانت الأعاصير والعواصف هي أكثر الأشياء التي ترعبهم تفزعهم. لم يكونوا يملكون المعرفة بالعوامل والقوى الطبيعية التي تسيّر العواصف والأعاصير التي بتنا نملكها اليوم. فقد كان تقلّب سطح البحر ولطم الأمواج العاتية لزوارقهم، تحطّم سفهم وغرق أصدقائهم في البحر، كان كل ذلك بالنسبة لهم نتيجة الأرواح الشريرة، الشياطين، وغيرها من الوحوش والأهوال الأخرى التي تقبع في أعماق البحار والمحيطات. فإن عصفت بهم عاصفة هوجاء فذلك معناه أن الشياطين أو العفاريت غاضبة جداً منهم. لكنّ “ثور” كان صديقهم، ويقاتل من أجلهم. كان إله الرعد، وعندما كانوا يسمعون صوت الرعد كانوا يظنّون أنّ ثور كان يستعمل مطرقته العظيمة، صاعقاً أعدائه، الشياطين المدمّرة للسفن. وبعد انتهاء الرعد كانت السماء تصفو، وهذا كان دليل على أنّ ثور قد ربح المعركة بفضل مطرقته الرعدية.
كان الفايكينغ يعبدون آلهة أخرى، مثل بالدر Balder، شقيق ثور، لوكي Loki نوع من الأرواح الشريرة والخبيثة، إله النار، والعديد من الأرواح الأخرى الأقل أهمية ومكانة. كانت هذه الآلهة تقطن عالم الفالهالا، أو الفردوس الذي كان الفايكينغ يؤمنون أنهم سيذهبون إليه بعد الموت، وخصوصاً أولئك الذين يسقطون في المعركة. لن يدخل الفالهالا أحد غير المحارب الشجاع والقوي والمقدام والحكيم. ممنوع على الجبناء والأغبياء دخول الفالهالا. لكن كيف هي هذه الفالهالا؟ هل كانت مدينة من ذهب، أو أرض الصيد السعيدة؟… نلاحظ أنّها كانت قاعة ضخمة للاحتفال فيها وليمة عظيمة وأمام مدخلها يقف أودِن نفسه مرحّباً بالفايكينغ الشجعان والحكماء داعياً إيّاهم إلى الوليمة.
وكيف كان الفايكينغ يدخل الفالهالا، هل كان يرتقي سلّماً ذهبياً ويدخل المدينة عبر بوّابة لؤلؤية؟… كلا. بل عليه أن يبلغها على متن سفينة أو قارب. لذلك عندما كان يموت رجل عجوز من الفايكينغ كانوا يضعون جثمانه على قارب. وكان يغطّى بالأغصان وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، ثم توقد النار بالقارب. كانت النار توقَدُ عادةً بالقارب عندما يحلّ الظلام، ثمّ يسافر الفايكينغ الميّت في قاربه المشتعل مع مدّ الليل. لقد رحل إلى الفالهالا، حيث سيستمتع بوليمته، ويرقص ويقاتل، كما كان يفعل أثناء حياته على الأرض.
ومن أين استوحى الفايكينغ هذا المفهوم عن الحياة بعد الموت؟ لم يكن هذا المفهوم سوى انعكاس البيئة المادية التي يعيش ضمنها الفايكينغ على عقولهم. كانوا عابدين للطبيعة من جهة ولآلهة شخصية من جهةٍ أخرى، خلقوها بأنفسهم وعلى صورتهم الخاصّة. هذه هي الأشياء والأمور التي كانوا يرغبون بها في الحياة، والتي كانوا يقدّرونها ويقيّمونها، والتي أرادوا أن تستمرّ لهم في الحياة الأخرى. ما زلنا حتى الآن نلاحظ بقايا وآثار من الميثولوجيا الاسكندنافية وأوروبا الغربية منها بعض أسماء أيام الأسبوع: Sunday/الأحد يوم إله الشمس، Monday/الاثنين = Moonday/إله القمر. يوم أودِن Woden s day أوWednesday/الأربعاء. يوم ثور Thor s day= Thursday/الثلاثاء. ويوم الجمعة فريغ أو فرييا Frigg s/Friia s day= Friday. وهناك يوم السبت Saturday وهو ببساطة يوم الإله ساتورن. طبعاً لغتنا الحالية مليئة ببقايا أسماء من معتقدات بدائية وبربرية، وبالتأكيد ما زالت لدينا الكثير من العادات والتقاليد والطقوس والممارسات البدائية والبربرية التي ما زلنا نمارسها ونطبّقها حتى يومنا هذا.

10) الآلهة الإغريقية

رأينا من قبل كيف أنّ بدائيي أمريكا الشمالية قد تخيّلوا جنّتهم أو فردوسهم كانعكاس لمحيطهم المادي الذي يعيشون فيه، ورأينا كيف أنّ الفايكينغ الاسكندنافيين، الشعوب الأرقى، فعلوا نفس الشيء ضمن بيئة مختلفة. والآن سنلقي نظرة على المعتقدات الدينية لحضارة مبكّرة: الحضارة اليونانية، أو الإغريق في ذروة عظمتهم الإمبريالية، قبل صعود الإمبراطورية الرومانية، خلقوا لأنفسهم مجموعة رائعة وعظيمة من الآلهة والإلهات. وقد خلّفوا لنا تماثيل رائعة الجمال لآلهتهم، وقد صوّروها على صورتهم الخاصّة. كانت آلهة جميلة، قوية، ذات مظهر خلاّب ورياضي. كما أنّها كانت تحمل سمات وميّزات طبقة النخبة التي يمكن تمييزها بسهولة. يمكننا القول وببساطة شديدة أنّ الإغريق في تلك الحقبة كانوا يقدّسون ويؤلّهون أنفسهم.
كان المجتمع الإغريقي مقسوماً إلى طبقتين متمايزتين رئيسيتين: طبقة السادة وطبقة العبيد. والطبقة الثانية كانت تقوم بكافة الأعمال القاسية والمضنية. أمّا الأولى مكان طبقة حرّة متفرّغة للأعمال والمساعي الفكرية. وعندما نفهم هذه الوقائع ندرك عندئذٍ عدم وجود معتقدات بدائية بربرية بين الشعوب الراقية والمتقدّمة. فبيئتهم كانت أكثر تعقيداً وعكست نفسها في عقول الإغريق على شكل ديانة معقّدة.
لقد أنجبت الحضارة الإغريقية العديد من الفنانين، النحّاتين، المعماريين، والفلاسفة العظماء على مستوى عالٍ جداً. لقد بنوا مدناً رائعة. وما زالت أبنيتهم وصروحهم المعمارية مقياساً للبناء العظيم والرائع. كانت حياتهم الاجتماعية مليئة بالروعة والعظمة. لم تظهر تلك الآلهة الخشنة والفظّة التي خلقّها النرويجيون لأنفسهم في بيئة متحضّرة كالمدن الإغريقية.
لكنّ الإغريق لم يفعلوا كما فعل البدائيون والبرابرة، فهم لم يخلقوا فردوساً وآلهة مختلفة وبعيدة عمّا فرضته عليهم بيئتهم المادية ونمط عيشهم ضمن تلك البيئة. نجد بأنّ الإغريق كانوا يؤمنون بآلهة متعدّدة، وأنّ هذه الكائنات الماورائية كانت تتشارك مع بعضها القوى والقدرات التي تنسبها شعوب الحضارات المتقدّمة لإلهها الواحد. بمعنى آخر، حيث تسود فكرة الإله الواحد مطلق القوة، فإنّه يقوم بكافة الوظائف والمهام لوحده، إلا أنّ الإغريق قسّموا هذه الوظائف والقدرات وخصّصوا لكلٍ منها إلهاً أو إلهة.
كان رئيس مجمع الآلهة هو الإله زيوس. كان كبير عائلة الآلهة ووالدهم. كان يقطن على جبل الأولمب، فردوس الإغريق. وكانت هناك مجموعة من الآلهة التي تشاركه إدارة شؤون العالم والناس. كان هناك أبوللو وشقيقته التوأم أرتيميس، أولاد زيوس وليتو.
كان أبوللو يشرف على العديد من مراحل النشاط البشري. كان إله الزراعة، كان منزّل المطر والندى، كان مانع المرض والأوبئة، حامي القطعان والمراعي. كان يبعد الذئاب. كان يحمي الصغار والأطفال، وراعي الألعاب الرياضية. كان إله التنبؤ والنبوءات، كما أنه كان موسيقياً رائعاً. كان يسلّي الآلهة بموسيقاه التي يعزفها على قيثارته.
كان الصراع بين الآلهة وبين أقدارها المتغيّرة هي التفسير الوحيد للصراعات المبكّرة والأقدار المتغيّرة للبشر. فالانتصارات التي حقّقها الإغريق على أعدائهم كانت تنسب لانتصار آلهة معيّنة على آلهة أخرى. فظهور ظروف حياة اجتماعية جديدة وتغيّرها في اليونان، أو دخولها في عهد انتكاسات وأزمات، كان ينظر إليها بنفس الشكل.
أرتيميس شقيقة أبوللو التوأم، أشبه ما تكون بأبوللو المؤنّث، كانت آلهة الصيد. هي شبيهة بديانا، إلهة الصيد عند الرومان. فعندما توسّعت الإمبراطورية الرومانية وابتلعت الحضارة اليونانية، أخذت معها آلهتها بأنواعها. صحيح أنه جرى تغيير لبعض أسماء الآلهة، ولبعض صفاتها، لكن بشكلٍ عام كان الدين الروماني مُطَعّم بالدين اليوناني. كانت أرتيميس إلهة الزراعة، وبشكل خاص الحصاد، والتي احتفظ الإغريق بحصّة من أضاحيهم لها. كانت الأشجار والخضروات بشكل عام تحت سيطرتها، بالإضافة إلى إشرافها على الحيوانات البرية في الغابات.
ثمّ هناك الإله أورفيوس، رجل مؤلّهة كان مسؤولاً عن الموسيقى. والرجل المقدّس هو الذي كان أحد والديه من البشر والآخر من الآلهة. كان من المفروض أنّ أورفيوس هو ابن أوياغروس، ملك تراقية، وكاليوبي، إحدى العرّافات. يقال أنّ أبوللو قد أهداه قيثارة ذهبية. وقد علّمته العرّافات (إلهات الموسيقى) العزف على القيثارة، فأتقن العزف عليها لدرجة أنّ وحوش الغابة المحيطة بسفح جبل الأولمب وحيواناتها كانت تخرج من كهوفها وأوكارها وتلحق بالموسيقي، حتى أنّ الأشجار والحجارة كانت تترك أماكنها للحاق به، وكانت الجداول والأنهار تتوقف عن الجريان في مجاريها بفعل موسيقاه الساحرة.
آريس كان إله الحرب (وكان يعرف بمارس عند الرومان). كان يجد متعته في القتال والمعارك، لكنّ منافسته في التخطيط الحربي كانت الإلهة أثينا. طبعاً كان لآريس صفات أخرى، لقد كان الآلهة في بعض الأحيان يغيّرون وظائفهم ومهامّهم. كانوا يحصلون على مهام مختلفة في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة.
أثينا (أو منيرفا كما كانت تعرف بين الرومان) كان إلهة المثقفين، آلهة الفكر، التعقّل، الفطنة السياسية، الزّعامة والقيادة… إلخ. كان الزعماء والقادة السياسيون يقدّمون أضاحي في معبدها يصلّون لها ويمجّدون صفاتها ومواهبها.
فينوس كانت آلهة رومانية، كانت إلهة الحب والجمال (كانت تعرف باسم أفروديت عند الإغريق)، وكانت تمتلك القدرة على تغيير الفؤاد، الذي كان يُعتقد فيما مضى أنّه مركز المشاعر. كان قادرة على تحويل الكراهية إلى حب. كانت أفروديت يصحبها دائماً ابنها الصغير، إيروس، أو كيوبيدوس (كيوبيد)
كانت هيبه إلهة الجمال الأنثوي والنضارة والأنوثة. كانت تعرف عند الرومان باسم جوفينتاس. وكونها إلهة الشباب والنضارة كانت تمتلك القدرو على إرجاع المرأة العجوز إلى شابّة فتية في سنّ الصبا. بمعنى آخر كانت تمتلك القدرة على تجديد البشر.
كونكورديا كانت إلهة الوفاق والإلفة والوئام عند الرومان. كانت مسؤولة عن الخلافات بين البشر. كانت مسالمة جداً وتحمل في يدها غصناً من الزيتون.
أطلس، كان جباراً من الجبابرة الذين أعلنوا الحرب ضدّ زيوس. إلا أنّ زيوس قد هزمه وحكم عليه بحمل السماء على رأسه وكفّيه. لاحقاً تمّ تصويره وهو يحمل الأرض. وهناك أسطورة أخرى تروي أنّ زيوس قد حوّله إلى جبل أطلس، الذي يحمل السماء وكل ما فيها من نجوم.
نيسه (فيكتوريا عند الرومان) كان آلهة النصر. وكان يتمّ تمثيلها عادةً بفعل تسجيل المنتصرين لفتوحاتهم وانتصاراتهم على دروعهم، أو على ألواح. كانت ترى أحياناً وهي تقود جيادها بنشوة المنتصر. شقيقها كان زيلوس، إله الحماس والاتّقاد والنشاط والقوّة.
فولكانوس، أو فولكان، كان إله النار عند الرومان، إله الفرن. كانت عملية الانصهار تحدث بفضل غضبه. كان يتمّ استرضاؤه عن طريق تقديم الأضاحي له. وكانت ترمي الأطايب والبخور في النار في مناسبات معيّنة كهدايا وأضحيات باسمه.
فيستا كانت آلهة البيت والموقد عند الرومان. وكان لها معبد تشتعل بداخله نارها الأبدية، وكان يزور المعبد عذراوات نقيات مثلها. إنها تمثّل التأثير المطهّر والنقي للنار.
هذه الأمثلة عن الآلهة والإلهات تبيّن لنا كيف أنّ الإغريق والرومان من أجل السيطرة على مختلف مراحل حياتهم الاجتماعية قد اخترعوا كائنات خيالية، شكّلوها على صورتهم الخاصّة وأسبغوها عليها صفاتهم وسماتهم، آمالهم وأحلامهم، مخاوفهم ومشاعرهم الخاصة.

11) الأولمب

كان الإغريق، كغيرهم من الشعوب الأخرى، يريدون أن يعودوا إلى الحياة مرةً أخرى بعد الموت. وسندرس الآن المكان الذي كانوا يريدون الذهاب إليه بعد موتهم وماذا كانوا يريدون أن يفعلوا. إلا أنّ فكرة الحياة مرّةً أخرى بعد الموت، تذكّرني بقصّة رجل أيرلندي كان على وشك الموت. استدعوا له الكاهن فوجده يحدث ضجّة كثيرة وهو في طريقة لمغادرة هذه الحياة. فقال له الكاهن: ((تشجّع يا بات، تشجّع يا ولدي… فلن تموت سوى مرةً واحدة)) فأجابه بات المحتضر: ((الإيمان يا أبتي! إنّه الشيء الوحيد الذي يقلقني ويعذّب روحي. فأنا أرغب بالحياة والموت عدّة مرّات)). هنا نحن أمام حالة تعبير غريزية عن الرغبة في البقاء على قيد الحياة. جميع الناس لديهم هذه الرغبة في الحياة والإغريق لم يكونوا استثناء. بالتأكيد كان هناك من بين أكثر مثقفيهم وفلاسفتهم علماً ومعرفةً وحكمة من لم يكن يؤمن بالأمور الماورائية، ولا بالحياة بعد الموت.
عندما كان يموت الإغريقي، فإنّه كان يرغب بالصعود إلى الأولمب والعيش بين آلهته، ولم يكن فردوسه مجرّد مدينة، ولا مجرّد أرض صيد سعيدة، أو قاعة احتفالات وولائم، إنّما أشبه بحلبة ألعاب رياضية. هذه الجنّة لم تكن سوى عبارة عن انعكاس عقلي لحياتهم المادية، حياتهم وشؤونهم الدنيوية.
كان هناك بستان كبير وشاسع في إليس، في القسم الشمالي من ألفيوس، حيث كان يجري الإغريق منافساتهم وألعابهم الرياضية. هذه الألعاب هي نفسها الألعاب الأولمبية التي كانوا يقيمونها كل أربع سنوات. أمّا الفترة الزمنية الفاصلة بين هذه الألعاب، فترة الأربع سنوات، كانت تسمىّ بالأولمبياد.
كان الإغريق يعتقدون أنّ الآلهة كانت تراقبهم وتشاهدهم أثناء ممارسة ألعابهم الأولمبية من سباق القدم، إلى سباق الخيول والعربات، وأنّ الآلهة كانت تنحاز للمتسابقين وتشجّعهم وتفاضل بينهم. هكذا كان عالمهم الرائع. هكذا أرادوا أن يكون فردوسهم على هذا النحو، كمحبّتهم للطبيعة وللتمارين الرياضية. كان يرغبون في العيش على جبل الأولمب إلى أبد الآبدين بصحبة آلهتهم، وكانوا يؤمنون بأنّ حيواناتهم الأليفة والمفضّلة ستكون هناك معهم، وأنّ سباقات العربات وغيرها من التمارين والألعاب الرياضية ستستمرّ في حياتهم المستقبلية. طباً بعضهم آمن بوجود أكثر تعقيداً بعد الموت، لكنّ ما ناقشناه في الأعلى كان الاعتقاد العام والسائد.
وسّع الرومان إمبراطوريتهم وابتلعوا مع توسّعهم الإمبراطورية اليونانية. استولوا على فنون ومنجزات الحضارة الإغريقية كما أنّهم نقلوا أغلب أساطيرهم وميثاتهم. في بعض الحالات طوّر الرومان آلهتهم على أساس مفاهيم ومعتقدات إغريقية. لكن مع الامتصاص التام والكامل للحضارة اليونانية، نجد أنّ الآلهة الرومانية، بأسمائها المختلفة، لها نفس الصفات والمهام التي تتميّز بها الآلهة الإغريقية، والسبب في ذلك يعود إلى أنّ البيئة كانت نفسها بالنسبة إلى الحضارتين، بالإضافة إلى الترابط التاريخي والاجتماعي بينهما.
هناك شيء واحد أكيد وهو أنّ جميع هذه المفاهيم اللاهوتية والثيولوجية كانت نتاج البيئة والحياة الاجتماعية للإغريق والرومان. كانت هاتان الناحيتان انعكاساً “روحياً” لحياتهم المادية. فأساس أفكارهم ومعتقداتهم مثلهم مثل أي شعب آخر من الشعوب التي تستمدّ أفكارها ومعتقداتها من حياتها المادية، وقد تطوّرت بناءً على تقدّمهم المادي. وفهم هذه الحقيقة بالذات يشكّل مضمون المفهوم المادي للتاريخ.

12) المحمديون

ما كان يصحّ على الإغريق، الفايكينغ، أو الهنود الحمر، يصحّ أيضاً على الشعوب الآسيوية. حيث لعبت المدنية دوراً هاماً في حياة الناس، بالإضافة إلى أنّ التجارة (بيع وشراء المنتجات الثمينة) كانت شغلهم الأساسي، نلاحظ أنّ معتقداتهم الدينية تتوافق مع نمطهم المادي في العيش وكل ما يحيط بهم من طبيعة مادية.
دعونا ندرس حالة المحمديين (المسلمين). فجنّتهم عبارة عن مدينة. “فردوسهم” أشبة كما يكون بمدينة مكّة سماوية. وكثيراً ما يقول رجال الدين المحمديين للمؤمن الفقير أنّه لا ينبغي أن يشغله الفقر إذ أنّ الله سيعوّضه من كل ما هو محروم منه في الجنّة أضعافاً أضعاف. فعندما يذهب إلى الجنة ستقابله هناك حور عين عذراوات. قد يكون لديه زوجة واحدة وجمل واحد في حياته على الأرض، لكنّه سيمتلك آلاف الزوجات وقطعان مؤلّفة من الجمال. سيؤمّن الله له في جنّته كافة الأشياء التي أحبّها ورغب بها على الأرض وسيعيش حياةً ملكية هناك، حياة لا تخلو من المتع والملذّات الشرقية.

13) المسيحيون

اليهودية: أساس المسيحية وخلفيتها. فقد بدأت كعبادة بسيطة لإله أبوي. القبائل الأبوية هي جماعات من الناس عادةً ما تكون منحدرة من خط دم واحد، هذا الأصل أو المصدر هو زعيم القبيلة أو كبيرها، والمسيحية تؤمن بإله أبوي: الأب في السماء. لنأخذ حالة إبراهيم على سبيل المثال، الأب الأول للشعوب، زعيم أو بطريرك لقبيلة أو جماعة، هو وعائلته، وجميع أولئك الذين يعتمدون عليهم عبدوا إبراهيم سماوي، أو بالأحرى يهوه. كانوا عبارة عن رعاة، وهمّهم الأساسي كان سلامة قطعانهم ومواشيهم. وكما كان الأب إبراهيم راعياً صالحاً، هكذا تصوّروا الأب السماوي كراعي صالح، يعتني بقطيعه البشري على الأرض.
خلال تلك الأيام كان الله يتنزّه مع إبراهيم ويتحدّث معه عن حاجاته وواجباته. كان إبراهيم بحاجة إلى الله في أعماله. كان جلّ ما يحتاجه هو الأرض التي يرعي عليها قطيعه، وطبعا لطرد قطعان الآخرين منها. نقرأ أنّ إبراهيم قد صعد جبلاً للتحدّث إلى الله. وعندما هبط من الجبل أخبر شعبه أنّ الله قد أعطاه كل الأرض على مدّ بصره من فوق قمّة الجبل وعلى امتداد الجهات الأربع… لقد وهبها الله له ولذريته من بعده إلى أبد الآبدين.
إذن حصل إبراهيم على حقه في الأرض من الأعلى. وكان ذلك الحق الوحيد في الأرض في زمن الإقطاعية الأوروبية. “الحق الإلهي” للملك وأتباعه الأرستقراطيين كان هو السلطة الوحيدة التي يملكونها لتقسيم أراضي أوروبا وتوزيعها بين بعضهم البعض. وبنفس الشكل الذي تقبّل فيه عبيد إبراهيم ذلك التفسير كذلك فعل العباد المؤمنون بالخرافات في العصور الوسطى، وعندما كان يروي الكهنة والقساوسة نفس النوع من القصص والأساطير على الجمهور المؤمن،كانوا هؤلاء بدورهم على أتمّ الاستعداد للخضوع لإرادة الله وخدمة الإقطاعي أو مالك الأرض الذي يحمل حقّاً إلهياً فيها، وتفويضاً مباشراً من الله.
كان الفلاحون في بعض الأحيان يهدّدون بالثورة، وقد قاموا بذلك في عدّة مناسبات. فعندما كانوا يشتكون من طغيان أسيادهم الأرستقراطيين، ويهدّدون بحمل السلاح في وجوههم، كان الكهنة مستعدّين على أتمّ الاستعداد للإشارة إلى أنّ هذا التخطيط الاجتماعي هو من عند الله. فالله هو من جعل الغني غنياً والفقير فقيراً، هو من عيّن الملك كما عيّن الخدم والعبيد. فهم قد حصلوا على أراضيهم وامتيازاتهم منه مباشرةً. حقوقهم كانت حقوقاً إلهية، أمّا التدخّل في هذا التخطيط الاجتماعي يعني التدخّل بالخطّة الإلهية وتحدّي إرادته على الأرض.
كان هذا النوع من الحجج يربك الفلاحين المؤمنين والبسطاء والسّذّج، فمن غير المقبول بالنسبة لهم أن يكونوا بهذه الدرجة من الكفر والزندقة ليتحدّوا إرادة الله ومشيئته. فإذا كان الله هو من خلقهم فقراء، وفي هذه المكانة المتدنية، فعليهم أن يتحمّلوا وضعهم هذا ويتقبّلوه بكل بساطة. كانت الكنيسة تشير دائماً بأنّ معاناتهم ربّما تكون منزّلة من عند الله لاختبار إيمانهم، بل عليهم أن يكونوا مبتهجين وسعداء لأنّ هذا العالم ما هو إلا وادِ من الدموع والألم، حجّ إلى الظلام يقودهم إلى عالم النور الذي يتجاوز هذا العالم. فإن كانت معاناتهم شديدة هنا، فستكون أخفّ في الحياة الأخرى. سيرون السعادة في الجنّة بالقرب من الله. وكل تلك الأمور والملذّات التي حُرِموا منها على الأرض سيعوّضها الله لهم لاحقاً في الجنة. فسعادتهم ستبدأ في اللحظة التي تعقب وفاتهم.
كان هذا هو الدور الأساسي للكنيسة فيما يتعلّق بعلاقتها بالفلاح، لكبح روحه الثورية بوعود خلّبية عن السعادة بعد الموت. وعندما فشلت هذه الطريقة، كما كان يحدث عادةً، قام الأرستقراطيون _وبمباركة الكنيسة_ بإخماد ثورة الفلاحين “العُصاة” بالنار والسيف.
لكن بالعودة إلى “بني إسرائيل” نجد أنهم لم يعودوا شعباً من البدو الرعاة، فلاّحي التراب، بل توسّعوا وتضخّموا ليصبحوا أمّة قوية، وغزوا القدس/أورشليم وحرّروها من اليبوسيين، ثمّ مرّت ديانتهم بمنعطف تاريخي حاد. فبعد أن تحوّلت المدينة المفتوحة إلى مركز تجاري كبير وكانت فلسطين محكومة من قبل اليهود، انقسم الشعب إلى فئتين متمايزتين، الأغنياء والفقراء. فانقسم دينهم إلى طائفتين. إحداها أوّلت الديانة اليهودية من وجهة نظر الأغنياء والأخرى أوّلتها وفسّرتها من وجهة نظر الفقراء. كانت أورشليم، منذ أيام الرومان، من أهمّ المدن في الإمبراطورية. وكانت خاضعة للجباة وجامعي الضرائب من الرومان وأساليبهم. وكان على شعبها أن “يعيدوا لقيصر ما لقيصر”. لقد حصّل الرومان الكثير من مستعمرتهم اليهودية، كما فعلوا مع غيرها من مستعمراتهم في الأقاليم الأخرى.
لم تعد المراعاة الدينية للشعب اليهودي مجرّد عبادة بسيطة لإله راعٍ. بل لقد أظهر معبدهم العظيم بالإضافة إلى أغلب كهنتهم وحاخاماتهم مظاهر نظام اجتماعي أكثر تعقيداً. التبادل النقدي والمالي، التعامل بالمعادن الثمينة ومختلف أنواع البضائع التجارية كان الشغل اليومي لقسم كبير ومعتبر من السكان. إلا أنّ هناك من كانوا يعملون “جامعين للحطب وجالبين للماء”. كانت هناك طبقة عبيد، مكوّنة أساساً من أسرى، خارجين عن القانون ومطاردين، كما هي الحال عبر مختلف أقاليم الإمبراطورية الرومانية. كانت أورشليم مدينة غنيّة بشكل عام. ومخازنها كانت مليئة بالضائع والسلع الثمينة والغالية.

14) أورشليم الجديدة

إنّ البيئة التي عاش فيها الشعب اليهودي هي مصدر فكرتهم عن الحياة بعد الموت التي ستكون شبيهة تماماً بحياتهم على الأرض. فجنّتهم عبارة عن مدينة كبيرة، أورشليم السماوية. كانوا يؤمنون بأنّهم سيصعدون إلى السماء حيث البوّابة اللؤلؤية عبر سلّم ذهبي، ويسيرون على شوارع وطرقات من الذهب الخالص. في البداية سيمثلون أمام مجلس سماوي للمحاكمة، تماماً كما كانت حالهم على الأرض. فهم لم يأتوا بأفكارهم عن السماء والجنّة من خارج بيئتهم المادية. لقد قاموا ببساطة بأخذ نموذج أورشليم كما هي على الأرض وإسقاطها على السماء. لقد تحوّل الله من راعي قديم إلى قاضي حاكم، أشبه ما يكون بالقاضي سليمان، لكنه من نوع سماوي.
وهكذا فالمسيحية، في حين أنّ جذورها تمتدّ عميقاً في ميثولوجيا الشعب اليهودي، هي نتاج أوروبا. فقد نشأت وترعرعت في قلب الإمبراطورية الرومانية، وفي مدينة روما بالتحديد. ويمكننا العثور على الظروف المادية التي أسّست لظهور المسيحية خلال مرحلة انحدار الإمبراطورية الرومانية وسقوطها.
لقد أصبح عمل العبيد وفيراً جداً لدرجة أنّه أجبر الرومانيين الأحرار من الطبقة العاملة على ترك أعمالهم والتنحّي جانباً. فقد استولى العبيد على عقاراتهم. لذلك أصبح الرومان الفقراء في المدن الكبرى من دون عمل. حتى أنّه قد تمّ تحرير العديد من العبيد لانعدام الحاجة إليهم. كانت الدولة هي المسؤولة عن إطعام هذه الكتلة من العمال العاطلين. أمّا الدعاية الجديدة: المسيحية، التي أخبرتهم أنّ “العبد صالحٌ كسيّده”، قد لاقت الكثير من الإعجاب عند طبقة العبيد والجماهير العاطلة عن العمل. هذه كانت ديانتهم، الديانة التي تقول: ((طوبى للفقراء، فمملكتهم في السماء)). وقالت للطبقة العمّال العاطلون والمتضوّرون جوعاً ((طوبى للجوعى الآن، ستشبعون)). ولكبح العبد قالت له: ((طوبى للذين يبكون الآن، فهم سيضحكون أخيراً)). فالجنّة هي مكان للفقراء، وليس للأغنياء الجبابرة والطغاة. لقد بشّرت المسيحية: ((حقاً أقول لكم: أنّ الغنيّ لن يدخل الجنّة، فمن الأيسر أن يمرّ جمل من سمّ الإبرة، على أن يدخل غنيٌ مملكة الرب)).
سمع العبيد المحرّرون والبروليتاريون العاطلون في المدن الكبرى لهذه الدعاية من الدّعاة المبشّرين المسيحيين. لم يكن لديهم أي أمل هنا على الأرض. فالطبقة البروليتارية في تلك الأيام لم تكن مساهمة في عملية الإنتاج. لم يكونوا يشاركون في الأعمال. فأماكنهم ملأها عمال من طبقة العبيد. لم يعودوا يملكون شيئاً في هذه الحياة.
بينما طبقة البروليتاريين، طبقة العمّال المأجورين، هي من تملك مفاتيح المستقبل بأيديها. فطبقتنا [البروليتاريا] هي التي تواصل عملية الإنتاج. من تنظيف الأرضيات في المعامل الحديثة، إلى أعلى مدير تنفيذي فيه، الصناعة الآن مستمرة وقائمة بفضل العاملين غير المالكين، البروليتاريين، الأيدي العاملة المأجورة. بينما البروليتاريين الرومان كانوا مستبعدين تماماً عن عملية الإنتاج. لم تكن هناك آلات في تلك الأيام، باستثناء الآلة البشرية: العبيد.
كانت المسيحية، في بدايتها، ديانة للعبيد حصرياً. ومع مرور الوقت، قد أحكمت قبضتها على الجماهير وعامة الناس لدرجة لم تعد معها الطبقة الحاكمة قادرة على تجاهلها. حاولوا إخمادها بالنار والسيف، لكنّ كل محاولاتهم باءت بالفشل. كان الجوّ مناسباً لها. نضجت الظروف الاجتماعية وباتت جاهزة. لم يكن هناك نظام اجتماعي أعلى سيظهر للعيان خارجاً من العبودية الرومانية، كما لا يظهر أي شيء اليوم من عبودية الأجر. لم يكن أمام العمّال أي أمل على الأرض، بل كان هناك وعد بالسعادة فيما وراء القبر. كانت الإمبراطورية الرومانية بكاملها تموت وتتداعى. لقد اندثرت من الوجود بالكامل. لقد قام أحد الأباطرة _قسطنطين_ بما كان محتوماً. لقد اعتنق المسيحية. وتحوّلت بذلك المسيحية إلى دين رسمي، دين للسادة، وبقيت كذلك منذ ذلك الوقت.

15) الإقطاعية

عندما اجتاحت قطعان البرابرة جميع أقاليم الإمبراطورية كانوا يعبدون آلهة قبلية من عدّة أنواع مختلفة، كانت تمثّل عادةً حياتهم الرعوية، أو عناصر الطبيعة التي جعلهم أسلوب حياتهم قريبين منها وعلى احتكاك دائم بها. وسبق لنا أن فسّرنا هذا الانعكاس العقلي كما جرى التعبير عنه في الميثولوجيا الألمانية والاسكندنافية.
عندما كان هناك نظام اجتماعي جديد قد بدأ بالظهور من القبائل الاشتراكية الحرة في أوروبا، نظام يقوم على ملكية الأراضي واستعباد الذين لا يملكون الأرض، أحرز المسيحيون خطوة نحو الأمام. فالشعوب البربرية في أوروبا الشرقية والشمالية قد اعتنقت الديانة المسيحية، وقد فرضت عليهم على الأرجح بحدّ السيف على أيدي حكّامهم. طبعاً، كأي دين من الأديان الأخرى، مرّت المسيحية بمنعطفات تغييرية لتتناسب مع البيئة المحيطة والمتغيّرة.
هذا النظام الاجتماعي الجديد، القائم على ملكية الأرض، والمقسّم بحدّة لعدّة طبقات متمايزة، كان النظام الإقطاعي Feudalism. وقد انتشر في جميع أرجاء أوروبا مع مرور الزمن. لقد استعبد رجال القبيلة الأحرار سابقاً وجعلهم مجرّد عباد. وأصبح زعماء القبائل وأقاربهم المباشرين هم الأرستقراطية الجديدة. وعلى رأس كل دولة إقطاعية كان هناك ملك. أمّا الله فكان ملكاً سماوياً. بعد الملك يأتي اللوردات الذين احتكروا الأراضي وقسّموها بين أنفسهم إلى إقطاعيات حكموها بالقوة والسوط. الراعي الصالح، يسوع اللطيف، الأخ الصغير للفقراء، لم يعد موجوداً، بل رُفِع إلى مرتبة أرستقراطي. لقد أصبح “سيّدنا Our Lord”. لم يكن عبداً أو فلاّحاً يقتدى به وبأفعاله وتعاليمه، بل أصبح سيداً.
أوّلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الديانة المسيحية من أجل أوروبا بكاملها. لم يكن بوسع الأرستقراطيين لا القراءة ولا الكتابة. لم يكن هناك أي “تعليم” خارج الكنيسة. ولكن… مع ظهور وتطوّر طبقة جديدة ضمن النظام الإقطاعي _طبقة التجّار_ بدأت المعرفة بإحراز خطوات تقدّمية صغيرة خارج الدوائر الإكليروسية. وظهر عصر النهضة من الحاجة إلى وجود طبقة التجار.
صارعت الكنيسة وبقسوة ضدّ تقدّم المعرفة. وكانت المحاكمات، والحرق على الوتد، ومحاكم التفتيش أساليب لجأت إليها الكنيسة لمقاومة الترياق الشافي من فكرة احتكارهم “للحقيقة”.

16) الإصلاح

كانت البروتستانتية السّمة التي انطلت في النهاية على المذاهب التي جرى إدخال الإصلاح عليها في المسيحية. كان البروتستانت معارضين ضدّ الاحتكار الروماني، وزعم الرومان أنّهم الوحيدون القادرين على تفسير الكتاب المقدّس. لم يكن في نيّتهم إقصاء الكنيسة الكاثوليكية، بل كانوا يريدون إصلاحها بما يتوافق مع مصلحتهم. لكنّ الكنيسة كان من المتعذّر إصلاحها، إذ أنّها كانت مصرّة على أنّ الطبقة الحاكمة القديمة، طبقة الأرستقراطيين، بالإضافة إلى الكنيسة نفسها، هم الوحيدون الذين يمتلكون امتيازات. لذلك، ظهرت كنيسة مسيحية جديدة ونمت وازدهرت بالقرب من الكنيسة القديمة.
ما هو التفسير التاريخي للبروتستانتية؟… كان البروتستانتية نتاجاً طبيعياً لصراع طبقي جديد أخذ بالتطور في أوروبا. طبقة التجّار الجديدة، البائعين، والصُنّاع، كانوا في أغلبهم من سكّان المدينة. تطوّرت البلدات وازداد عددها، في حين أنّها في أيام الإقطاع كانت معدودة، ولا يتجاوز عددها عدّة مدن. نال المواطنون، بعد صراع طويل، معياراً للحرية، لكنّ كانوا يريدون أكثر من ذلك. خارج البلدات، في الأمم بشكل عام، اشتدّت قبضة الملوك والأرستقراطيين. فرضوا ضرائب ثقيلة على المواطنين، الذين لم يعودوا عبيداً وخدماً لهم بل أصبحوا مواطنين، وحكموهم بقبضة حديدية. كان مواطنو البلدات منجين صناعيين من الطراز الأول. وكانت الثروة تتضخّم وتزيد بفضل جهودهم وإنتاجهم. لم يكن الأرستقراطيون منتجين، وكانوا يمقتون العمل، إلا أنهم كانوا المستفيدين الأوائل من عملية إنتاج هذه الطبقة الجديدة. لقد حصدوا ثمار العملية الإنتاجية لهذه الطبقة الكادحة عن طريق فرض الضرائب والأتاوى وكل طريقة ممكنة كانوا يتعاملون فيها مع خدمهم وعبيدهم.
اشتكت هذه الطبقة الجديدة _الرأسماليين الأوائل، مليونيرية الزمن الحالي_ إلى الكنيسة. إلا أنّ تلك المؤسسة _التي تمتدّ جذورها الاقتصادية في ملكية الأراضي_ التي تعتبر من أكبر المؤسسات الأرستقراطية في تلك الفترة، كانت تمتلك حوالي ثلث أراضي أوروبا، فانحازت إلى جانب الملوك والأرستقراطيين ضدّ طبقة الرأسمالية الصاعدة. قالوا لهم بأنّ الملوك يستحيل أن يخطئوا أو يذنبوا، وأنّهم كانوا جزءاً من الخطّة الإلهية لتعيينهم ملوكاً على الناس، وأنّ الأرستقراطيون يتمتّعون بحقوق لحكمهم يستمدّونها من الله العليّ مباشرةً.
هكذا كان جواب الكنيسة، وكان نهائياً. ولم تكن تسمح بأيّة نقاش أو جدال. ليس بوسع الرأسماليين سوى تحمّل معاناتهم وما كتبه الله لهم. لقد كان التنظيم الاجتماعي في ذلك العصر إلهياً. كل شيء كان حسب إرادة الله ومشيئته. إلا أنّ المواطنين، بعد أن تعلّموا القراءة والكتابة، قد بدأوا في البحث عن “أصل جميع الحكم” بأنفسهم. فوجدوا الكثير في الكتاب المقدّس، وبشكل خاص العهد القديم، لتبرير نظرتهم الاجتماعية. بدأوا بالتبشير ضدّ الحكم الملكي المطلق، وضدّ فكرة عصمة الملك. وقد أدّى بهم ذلك إلى التشكيك بعصمة البابا نفسه. أمّا جواب الكنيسة على ذلك فكان القمع والاضطهاد، محاكم التفتيش والموت لجميع من الكهنة والقساوسة الذين انتهكوا عهودها. كان للبروتستانتية تاريخاً طويلاً من التضحية والشهداء. لكن في النهاية حان عهد النصر بالنسبة لها.
كان الإصلاح اللوثري في ألمانيا يمثّل انتصار الطبقة الجديدة. لقد تمثّل في تكيّف المسيحية مع الظروف والحاجات الاقتصادية للطبقة البرجوازية. كانت البروتستانتية في بداية عهدها مجرّد كاثوليكية معدّلة. إلا أنّ الفلاحين، ذوي الاحتياجات الاقتصادية المختلفة وفي بيئة مختلفة تماماً، قد طوّروا خلال عهد الإصلاح مذهب بروتستانتي أكثر تشدّداً. فلم يكتفوا بالاعتراض ضدّ الكنيسة ومُلاّك الأراضي فقط، بل ثاروا ضدّ احتكار أي نوع من الملكيات. لقد نادوا بمشاركتها والتشارك بها. تمّ سحق المذهب القائل بتجديد العماد Anabaptism وأنصار كنيسته بقيادة توماس منزر وغيره في زمن لوثر، من قبل الرأسماليين ومُلاّك الأراضي، هاتان الطبقتان صارعتا لمحاربة الخطر المشترك الذي يهدّد بحرمانهما من امتيازاتهما. إلا أنّ عملية التطوّر الاجتماعية مستمرة على قدمٍ وساق. فقد تطوّر المذهب اللوثري مع تطوّر النظام الرأسمالي حتى أصبح يعبّر عن الحاجات الاجتماعية للرأسمالية في مراحلها المتقدّمة.
في بريطانيا، كان الإصلاح عبارة عن كفاح استنزاف طويل الأمد. وأكثر المراحل شهرةً خلاله كانت الحرب الأهلية الإنكليزية. فقد تمكّن أوليفر كرومويل وأشقّاءه البروتستانتيين من القضاء على السلطة المطلقة للملك تشارلز الأول والإطاحة بالأرستقراطيين الأسقفيين والكاثوليك القساة. لقد قطع رأس الملك على المقصلة بالإضافة إلى سقوط الكثير من الأرستقراطيين في أرض المعركة. كان الإصلاح _مع أنّه كان يرتدي عباءة دينية_ يمثّل صراعاً طبقياً شرساً. وقد تمّ خوضه من أجل مصالح مادية. وعند انتصاره، انطلقت يد الرأسمالية، وكان على الأرستقراطيين احتلال مكانة ثانوية، أو يتمّ القضاء عليهم نهائياً كطبقة. وهكذا كان مصيرهم بالضبط خلال الثورة الفرنسية.
البروتستانتية هي الشكل الذي تأخذه المسيحية لنفسها تحت ظلّ الرأسمالية. فهي تفيد في إضفاء صبغة قداسة على السرقات التي يقوم بها العبيد المأجورين. عبودية المتاع أمر محتقر وبعيد عن المسيحية، والقنانة على نفس النمط، أمّا عبودية الأجر فلا بأس بها. إنّ البروتستانتية، وبشكل عام الديانة المسيحية، تتناسب بشكل جيد مع النظام الاجتماعي الحالي. فهي تعدُ العامل بالسعادة بعد الموت. وهذا ما يجعله قانعاً بنصيبه الحالي في الحياة. المذهب البروتستانتي أكثر تعقيداً، وأقلّ دوغمائيةً، ويناسب أكثر كأمل جديد للعمّال في زمننا الحالي. طبعاً لقد مرّ المذهب عبر عملية تطورية طويلة الأمد، ولابدّ أنّ معظم مفاهيمه وأوجهه “الدوغمائية” الحالية قد اعتُبِرت من قبل المستعمرين المسيحيين، “آبائنا الحجّاج”، على أنّها من عمل الشيطان.

17) العمال الذين ظلّوا متديّنين

بعض العمال بقوا على درجة عالية من التديّن. إنّهم يعتقدون أنّ الحلّ النهائي لمشاكل العالم يكمن في اهتداء الجماهير إلى المسيحية. ومن غير المناسب السخرية من أولئك العمال واحتقارهم. فاللوم لا يقع عليهم كونهم متديّنون. هم مخلصون جداً في معظم الأحيان. وموقفنا تجاههم يجب أن يكون من قبيل الشفقة والتعاطف، ويجب بذل الجهود لإنقاذهم من نير معتقداتهم البدائية.
وأفضل طريقة لإنقاذ العمّال وإبعادهم عن الخرافات هي في منحهم المعرفة، معرفة حقيقية. فعندما تدخل المعرفة إلى العقل، تخرج المعتقدات الخرافية هاربة. والعلم هو أفضل دواء ضدّ الخرافة والجهل. فهو قائم على الحقائق والوقائع، وليس على الإيمان والتسليم. إنّه على النقيض من الدين الذي لا يحتاج لأيّة حقائق، بل يكفيه الإيمان الأعمى والتسليم. على الإنسان العلمي أن يكون مثقفاً ويعرف الكثير من الأمور. أمّا الإنسان المتديّن فليس من الضروري أن يمتلك أي معرفة أو ثقافة مهما كانت. ومع ذلك من غير الصحيح شنّ هجوم على العمّال لأنّهم وقعوا ضحايا بين براثن الدين.
في زمنٍ مضى كان يتمّ ضرب الأشخاص المجانين بالسوط. وكان يعتقد أنّ هذا العلاج فعّال. وهؤلاء المشرفون على هذا النمط من العلاج كانوا أناساً خرافيين، وكانوا يعتقدون أنّ الجنون كان نتيجة غزو أرواح شريرة للجسد البشري. وكانوا يلجأون للضرب بالسياط لإخراج هذه الشياطين والأرواح الشريرة وعلاج المريض. نحن الآن لا نعالج المرضى العقليين بهذا الأسلوب. نحن نعلم الآن أنّ المرض العقلي أو الجنون ما هو إلا حالة من حالات العقل ومن الممكن علاجها بوسائل عديدة وعن طريق أدوية مناسبة، لكن بالتأكيد ليس بالضرب بالسوط.
الدين أيضاً هو حالة من حالات العقل، لكنه في معظم الأحيان ليس حالة مرضية، باستثناء حالات معينة. فإذا كان العمال متديّنون فذلك يعود إلى تربيتهم ونشأتهم، إنهم ببساطة لا يعرفون شيئاً آخر غير ذلك. ما هم بحاجة إليه هو وجود معرفة حقيقية عن العالم من حولهم.
العمّال المتدينون غير منتظمين كجهاز للحكم. ونادرا ما ينشطون ضمن حركة العمل. وهذا لا يعود إلى كرههم لزملائهم في العمل، بل لأنهم يعتقدون/يؤمنون أنّ الـ”فيما بعد” أفضل من الـ “هنا الآن”. لقد جرى تعليم أولئك العمّال [برمجتهم] بأن يكونوا شاكرين وممتنّين بغضّ النظر عن ظروفهم وأحوالهم المادية. بهذا الشكل، سيغدو الدين أفضل وسيلة في يد الاستغلاليين ومستغلّي العمل. وهذا من أحد الأسباب الرئيسية في كون الرأسماليين ليبراليون جداً في التعامل مع أموالهم من أجل عمل الكنيسة. فلم تسمع عنهم أنهم يمنحون أموالهم أمكنة للعمل. أمّا الدين، في حين أنّه يساعد الطبقة الموظّفة، فإنه يدمّر طبقة العمّال. لهذا السبب بالضبط نسعى لإخراجه من عقول العمال، لأنّه يقف حجر عثرة في طريق تحرّرهم واستقلالهم الاقتصادي.

18) الطبقة العاملة الملحدة

في حين أنّ الطبقة الرأسمالية بذاتها عاجزة عن التخلّص من قيود الجهل والخرافة، إلا أنّ طبقة العمّال قادرة. طبعاً، هنالك العديد من الرأسماليين المتحرّرين من الخرافة، إلا أنّ السواد الأعظم منهم لا يستطيعون التحرّر منها بسبب نمط حياتهم. أمّا الأفراد الأكثر تقدّماً وثقافةً من تلك الطبقة غالباً ما يحرّرون أنفسهم من الطقوسية ويتبنّون موقفاً أكثر “سعةً وتسامحاً” فيما يتعلّق بالمسائل الدينية، لكن عندما يسألون ما إذا كانوا يؤمنون بإله غالباً ما يكون جوابهم بنعم. وعندما تطلب من تحديد مواصفات أو سمات إلههم، فإنّهم سيعطونك أكثر الأجوبة غموضاً وضبابيةً. وغالباً ما تتحوّل الأجوبة إلى تصريحات غريبة على نحو: ((هناك شيء ما، في مكان ما، موجود بشكل ما، هو علّة الوجود))… وهذا الكلام هو الخطوة الأخيرة خلال الانحدار إلى مستنقع الخرافة. أغلب الناس لا يقدرون على تخليص أنفسهم من هذا “الإله” الضبابي. ملايين العمّال بلغوا تلك المرحلة. وباستطاعتهم المضيّ لأبعد من ذلك، لأنّهم يفتقرون للفهم العميق للأصل المادي للدين وعملية تطوّره الاجتماعي.
والقسم الأكثر تقدّما ضمن طبقة العمّال، هؤلاء الذين يتقدّمون على زملائهم، الذين نفضوا عن أنفسهم غبار الجهل وخلعوا عباءة الخرافة نهائياً. وأفضل سبيل للوصول إلى هذه الغاية يمرّ عبر المعرفة العلمية _الرأسماليون بإمكانهم سلوك تلك الدرب أيضاً_ وهو موجود ضمن نمط حياة طبقة العمال. نحن دائماً نقابل عمالاً بعيدين كل البعد عن الثقافة أو المعرفة، لكن فيما يخصّ الدين، فإنّهم لديهم قناعة بأنّه مجرّد ((ترّهات)).
وإذا سألتهم كيف توصّلوا إلى استنتاجاتهم اللادينية، تراهم لايستطيعون ذلك، لكنّهم متأكّدون أنّ الدين مجرّد تفاهة. إنّهم يمقتون أولئك الذين يعظون ويتظاهرون بممارسة المسيحية والالتزام بتعاليمها. قد يقبلون “الحسنة” عندما يكونون جائعين، لكنهم يحتقرون الشيء نفسه بالإضافة إلى تجّار الحسنات الذين يتطفّلون ويتدخّلون بشؤونهم المتواضعة.
قد يقوم الرأسمالي بفعل الصلاة، ويقول: ((أعطِنا خبزنا كفاف يومنا))، لكن كما قال بول لافارغ بذكاء: ((ولا تعطِنا عملاً)). إلا أنّ العامل الحديث لا يؤمن بالصلاة من أجل الخبز. إنّه يعلم حق العلم أنّه إذا لم يعمل فإنّه لن يأكل، بل سيتضوّر جوعاً، أو يلجأ للتسوّل أو السرقة. إنه لا يؤمن بضربات الحظ. لا ينتظر أقارب أثرياء له ليموتوا ويتركوا له ثروة طائلة. ارتفاع سوق الأسهم أو انخفاضه لا يعني له شيئاً. كما أنّه لا ينتظر استجابة آلهة غامضة لصلواته. لقد علّمته تجربته في الحياة أنّه لكي يأكل هو وعائلته، فعليه العمل من أجله وأجلهم واستحقاق خبزهم اليومي عن طريق جهوده العقلية والجسدية. إذن نلاحظ أنّ أسلوب العامل في الحصول على خبزه اليومي مختلف تماماً عن أسلوب الرأسمالي. قد يكون الأخير يحصد ملايين الدولارات وهو يلعب الغولف أو يبحر في البحر على متن يخته… (فإلهه صالح بالنسبة له). أمّا العامل على احتكاك متواصل مع العجلات الشحمية للآلة في موقع مختلف تماماً. إذ عليه التخلّي عن ساعات طويلة من طاقة حياته القصيرة كل يوم في سبيل الحصول على بضعة دولارات بائسة، لكنها ضرورية من أجل استمرار حياته وحياة عائلته.
العمّال الحاليون مختلفون عن عبيد الأرض في الماضي. الفلاح أو العبد الذي كان يعمل في الحقول، على احتكاك بالطبيعة، لكنّه جاهل تماماً بعوامل الطبيعة وطريقة سيرها، كان من المحتّم أن يكون مؤمناً بالخرافات. كان أمياً. وكان يؤمن بأشياء وأمور سيضحك منها العامل الحالي. فإذا نفقت بقرته أو حصانه، كان يقول: ((هذه إرادة الله ومشيئته)). وكان سيظنّ أنّ ذلك عقاب من الله على ذنوبه ومعاصيه. وكان يهرع إلى الصليب أو الماء المقدّس.
والعامل داخل المصنع الحديث لديه خبرة مماثلة. فعندما تتوقف آلته عن العمل. لكنّ العامل لا ينسب ذلك لأسباب ماورائية غير طبيعية. إنّه لا يؤمن بأنّ الله له علاقة بذلك. كما أنّه لا يهرع إلى الصليب أو الماء المقدّس، بل نحو علبة الزيت ومفتاح الربط. إنه مادي بالممارسة. فهو ينطلق عادةً من السبب إلى النتيجة. وعندما يدخل المصنع، فإنه يخلع عنه جميع مخاوفه والأمور التي تقلقه ويتركها عند الباب. فإذا لم يتصرّف كمادي، فإنّه سيخسر إصبعه أو يده، أو ربّما حياته. إنّه يراقب باستمرار الأسباب الطبيعية ويفكّر فيها مطوّلاً، إنّه في الواقع ليس لديه وقتاً لأي شيء آخر.
وعندما يخرج العامل من المصنع، فإنّه يظلّ في بيئة ميكانيكية آلية تتفاوت درجتها حسب البيئة. فهو يرى السيارات والدراجات تسير في كل مكان من حوله. قد يصل إلى منزله بالقطار السريع. إنّه يستخدم الهاتف، ويستمع إلى الراديو، إلى الصوت الخارج منهما من على بعد مئات وآلاف الأميال، محمولاً إليه عبر الأثير. يمكنه إطفاء الأشياء وإعادة تشغيلها بكبسة زر. كل ما يفعله أو يتعامل معه يوازي، أو حتى يتجاوز “المعجزات” التي وصفها الكتاب المقدس. إنّه يعلم ما يمكن فعله وما لايمكن فعله. إنّه يشكّ بل لا يؤمن على الإطلاق بقيامة الموتى. فهذا لا يحدث في هذه الأيام. بل إنّه يضعها بجانب قصص الجنّيات، العفاريت، جاك قاتل العمالقة، وسانتا كلوز.
في حين أنّ البيئة التي يعيش ضمنها العامل تزيل الخرافات من رأسه وتساعده على البحث عن سعادته في هذا العالم، وليس في أي عالم ما بعد القبر، إلا أنّها لا تزيل من عقله _وبشكل كلّي_ فكرة أنّ النظام الاجتماعي الحالي بأحسن ما يرام. بل إنّه عبارة عن تجربة أخرى من النوع المادي سيكون لها دور كبير في تنويره اجتماعياً. إنّها تجربته الاقتصادية.
يثبت العامل المفكّر اليوم أنّه ينتج هو وأقرانه ثروة أكثر من الجيل الماضي من العمّال. فالوحوش الميكانيكية العظيمة التي صنعها هو وأصحابه تطحن المواد الخام وتحوّلها إلى منتوجات صناعية بسرعة قياسية. ومع ذلك، وبعضّ النظر عن الأشياء الكثيرة والجميلة التي ينتجها بكميات هائلة، إلا أنّه يجد نفسه غالباً محروماً من أساسيات الحياة. إذ يتمّ طرده من عمله من حينٍ لآخر. وكثيراً ما يجد نفسه عاطلاً عن العمل، وفي كل مرة يفقد فيها احد أصدقاءه ورفاقه في العمل. إنّه يرى الملايين عاطلون عن العمل ولعدّة أشهر. إنه يعرف أنّ في العديد من بلدان العالم هناك ملايين العاطلين عن العمل وبشكل دائم، يتوقون للعمل لكنّهم لا يجدون فرصة. إنّه يلاحظ أيضاً أنّ الرأسماليين، ملاّك الصناعات، لا يملكون الخبرة والتجربة ذاتها، بل إنّها مختلفة عن تجربتهم وخبرتهم. بل إنّ الثروة تغمرهم هم وعائلاتهم. إنّه يراهم وهم ينفقون ثرواتهم على الرفاهية والأبهة أكثر ممّا يكسب هو في عام واحد. ومن هذه البيئة المادية التي يعيش فيها، من هذه التجربة الاقتصادية، يتعلّم العمّال أنّ النظام الاجتماعي الحالي، بقدر ما يتعلّق الأمر بهم، هو نتاج الترس والعجلة.

19) البروليتارية الثورية

عندما وقف المزارع في الماضي وجهاً لوجه مع ظروفه ومشاكله الاجتماعية، عندما شعر بثقل سياطه أسياده ولسعات الجوع ببطنه، كان يواسي نفسه بالاعتقاد أنّ أوقاته السعيدة بانتظاره في مكان ما وفي زمانٍ ما بعد موته. لكنّ العامل الحالي، الذي لا يؤمن بالحياة بعد الموت ولا بالسعادة ما وراء القبر، يوجّه انتباهه لإيجاد حلول لمشاكله هنا على الأرض. إنّه يرى حوله طبقة طفيلية عاطلة، تتمثّل في بعض الأحيان في الجيل الثالث أو الرابع من العائلات الرأسمالية الثرية، أي الذين لم يشاركوا بأيّ عملية إنتاج من أي نوع. كما أنّه يرى الطبقة المعدومة التي لاتملك شيئاً، الطبقة التي ينتمي إليها هو نفسه، تقوم بكل الأعمال المفيدة والمثمرة والمنتجة. إنّه يدرك أكثر فأكثر أنّ البروليتاريون، طبقة العمّال المأجورين، هي التي تدير عجلة الإنتاج، وأنّها هي التي تحمل على كاهلها العملية الإنتاجية من الأعلى إلى الأسفل.

20) التنظيم والتحرّر

منذ حوالي جيل مضى، كان بإمكان عدد معيّن من العمّال ترك عملهم والبدء بعمل خاص بهم. لكنّ تلك الأيام قد ولّت مرةً وإلى الأبد وقد استفاق العمّال لهذه الحقيقية. لقد تضخّمت الصناعات اليوم وباتت تحتاج لرأس مال ضخم لتشغيلها. فقد ولّت أيام ورشات العمل الصغيرة، والمحال الصناعية والحرفية. فحقل العمل الصغير، والتجارة المفردة، والحرف الصغيرة، جميعها قد ابتلعها المخزن الكبير وتقدّم نظام المخزن الضخم وفروعه المتعدّدة.
من هذه البيئة المادية انبثق الفكر بالنسبة للفئة المتقدّمة من الطبقة العاملة، فليس هناك مهرب من عبودية الأجر بالنسبة لهم ولأحفادهم من بعدهم. لقد بدأوا يدركون أنّه لا يوجد حل نهائي لمشاكلهم، وأنّهم عاجزون كأفراد بمفردهم، وليس أمامهم سوى عبودية الأجر كسبيل للحياة، وأنّهم يعملون ليل نهار لتتراكم الملايين عند طبقات غير نافعة، طبقات ليس لها أي دور اجتماعي سوى أن تجمع الفوائد والأرباح، وتحصد أتعاب العمّال.
وعندما يدرك العامل أنّ مشكلته لا يمكن حلّها بالعمل الفردي وحده، فإنّه يتوجّه للعمل الجماعي، أو التنظيم. إنّه يرى أنّ عجلات التقدّم الاجتماعي لا يمكن إدارتها إلى الوراء، وأنّ الصناعات الكبرى لا يمكن تقسيمها إلى صناعات أصغر، ورشات عمل صغيرة. فالتملّك الجماعي لوسائل الإنتاج هو الحل الوحيد لمشكلته: فالمطاحن، المناجم، والمعامل يجب أن تسيطر عليها الجماعة، المجتمع.
الإنتاج الجماعي، أو إخراج كميات هائلة من البضائع والسلع المعيارية على يد جيوش عظيمة من العمّال المنتجين، هو الأساس المادي والاقتصادي للفكر الشيوعي.
التملّك الجماعي من قبل المجتمع ككل هو السبيل الوحيد والممكن للتخلّص من نير العبودية الحالية. لقد أغلق المخرج الواسع للهروب الفردي. ولا يوجد سبيل للتخلّص من نير العبودية واحتكار الطبقة الطفيلية سوى العمل الجماعي للطبقة العاملة، عندها _وعندها فقط_ ستتخلّص طبقة العمّال من الفقر والجوع مرة وإلى الأبد.
كل عامل ذكي يعرف تمام المعرفة أنّه إذا كان هناك فقر فإنّه ليس ناتجٌ عن النقص والندرة، بل على العكس، من فائض الإنتاج. ليس هناك أي خلل في عملية الإنتاج، بل تسير على أحسن ما يرام. بل الخلل يتمثّل في اختلاس الإنتاج وسرقته. ولا يمكن سوى للعمّال ذوي الفهم الصحيح والواضح لعالمهم الاقتصادي والمادي الذي يعيشون فيه أن يحلّوا هذه المشكلة القديمة قدم الزمن نفسه. وقد باتت أدوات الإنتاج ووسائله الآن في متناول أيدي العمّال. وأوّل خطوة تتمثّل في السيطرة على السلطة السياسية وتأسيس حكومة بروليتارية. أمّا الخطوة الثانية فتتمثّل في تأميم كافة الصناعات.
هناك الكثير من العقبات التي تواجه الطبقة العاملة أثناء كفاحها للوصول إلى هدفها، ليس أقلّها حالتهم العقلية. يقول كارل ماركس ((إنّ عبء تراث جميع الأجيال السابقة مثل جبال الألب على عقول الأجيال الحية)). وهذا هو عين الحقيقة للأسف بالنسبة للطبقة العاملة. فما زال العمّال مثقلون بالكثير من التقاليد والتراث. مازالوا يحملون الكثير من المعتقدات الدينية التي تنتمي إلى الماضي، معتقدات وأفكار خرجت من قلب الظروف والأحوال الاقتصادية والمادية التي عفا عليها الزمن. وهذا مردّه طبعاً إلى التلقين الذي تلقّوه على يد طبقة الأسياد، التي يسمّى التعليم.
لكنّ البيئة المادية والظروف الاقتصادية المتغيّرة، التي أخرجت أشكال دينية جديدة للطبقات السابقة، لن تأتي بأي نموذج ديني جديد للطبقة الحالية.
فالوعد بسعادة أبدية بعد الموت كتعويض عن الفقر والمعاناة في الوقت الحالي يقابلها البروليتاريون الجدد بحركة سياسية جديدة، وليس بدين جديد، حركة سياسية بوسع العالم بمنظورها، وبهدف حالي، الآن وهنا، وليس في حياة أخرى هناك.
هذه الحركة اللادينية، بأسسها الاقتصادية والمادية، وأهدافها الاقتصادية والسياسية، هي الأمل الوحيد والأخير لعمّال العالم. وشعارها الأساسي والأول هو: ((يا عمّال العالم اتّحدوا… فلن تخسروا شيئاً سوى أغلالكم، وستفوزون بالعالم كلّه))

انتهى

من أسرار النفس البشرية

سلسلة محاضرات  للدكتور

موسى الجو يسر

إذاعة طريق الإسلام على شبكة الانترنت

                                                                                                                                 

 

أعدها للنشر

د. سيد سليمان

rahmah11@ maktoob.com

 

0 هل تجد صعوبة ..في فهم بعض الناس  ؟

0 هل تقابل شخص لأول مرة .. وتحس أنك  تعرفه.. منذ مدة طويلة  ؟

0 هل تجد نفسك على خلاف مع رئيسك  .. أو  زملاءك  في العمل  ؟

0 هل تجد صعوبة في السيطرة على موظفيك   ؟

0 هل تجد صعوبة في التعامل مع  زوجتك  ( زوجك  )  أو  أبناءك    ؟ 

إذن ..مرحبا بك في هذا العالم الغامض العجيب .. عالم النفس البشرية..نتعلم ما لم  يكن معروفا لنا من قبل .. نرى ونحس ونقرأ الناس من حولنا .. كأنهم كتاب مفتوح أمامنا

0  توجد 8 صفات أساسية في كل البشر .. تتوزع هذه الصفات الثمانية.. عبر أربع زوايا متوازنة ..مثل توازن كفتى الميزان ..في كل زاوية صفتين.. ومن امتزاج هذه الصفات.. تنتج شخصية الإنسان.. ولمعرفة كل هذه الأمور.. لزم أن نسأل أربعة أسئلة  :

1- من أين يستمد الإنسان طاقته ..وحيويته ..ونشاطه ؟

هل من   عالمه الداخلي.. أم من العالم الخارجي ..من خلال تفاعله مع الآخرين..؟

أ- من العالم الخارجي……… منفتح على العالم   extroverted

ب- من العالم الداخلي …….. منطوي على ذاته  introverted    

وكلا الصفتين موجودتان في كل البشر ولكن هناك ميل إلى صفة دون الأخرى

2- كيف يستقبل الإنسان المعلومات من الخارج  ؟ 

أ-عن طريق حواسه الخمسة  ……….. حسي sensor    

ب- عن طريق حاسته السادسة……….حدسي intuitive  

وكلا الصفتين موجودتان أيضا في كل البشر .. ولكن هناك ميل لصفة دون الأخرى .. وكذلك كل الصفات التالية .. موجودة لينا جميعا ولكننا نميل في الغالب إلى صفة دون الأخرى

3- كيف يتخذ الإنسان قراراته  ؟

أ-عن طريق العقل والمنطق ……… عقلاني.. مفكر thinker  

ب-  عن طريق العاطفة والقلب …… عاطفي .. مشاعري feeler  

4- كيف ينظم الإنسان العالم من حوله  ؟ 

أ- عن طريق السيطرة على الأحداث والتحكم فيها……….حكم judger  

ب- التفاعل مع الأحداث وترك الخيارات مفتوحة ……….. مدرك بحواسه perceiver

***

وجميع هذه الصفات ..تولد معنا جميعا .. ونحن ننميها ..أو نضعفها .. ولدى كل منا ميل.. نحو صفة.. دون الأخرى .. ولكن كلا الصفتين موجودتين  داخل كل منا.. في كل وقت .. مثل ما أن لكل واحد منا يد يمنى.. ويد يسرى ..في كل وقت .. ومن تداخل هذه الصفات.. تنتج شخصياتنا المختلفة .. وهذا هو موضوع هذا العلم الجديد ..المعروف بعلم أنماط الشخصية  (personality types    )..والذي بدأ على يد العالم السويسري.. كار ل جوستاف جونز .. أحد تلامذة العالم النمساوي.. سيجموند فرويد ..

******

1-من أين يستمد الإنسان طاقته وحيويته ..؟

إما من  خارج نفسه .. من خلال تفاعله مع الآخرين .. أو من داخل نفسه .. من عالمه الخاص الداخلي .. ونحن نعيش الاثنين معا في كل وقت .. فنحن نعيش في العالم الخارجي عندما نكلم الآخرين مثلا .. ونعيش في العالم الداخلي عندما نقرا كتاب في جو  هادىء .. ولكن بعضنا يميل إلى أن يعيش في عالم دون الآخر .. ولمعرفة العالم الذي تفضله ..اسأل نفسك الأسئلة التالية  :

0 ما الذي يمدك بالطاقة والحيوية .. هل التفاعل مع الآخرين .. أم جلوسك مع نفسك ؟

0 أين تركز طاقتك .. هل خارج نفسك مع الناس .. أم داخل نفسك مع أفكارك الداخلية  ؟

0 هل تفضل قضاء اغلب وقتك مع الناس .. أم مع نفسك وحيدا  ؟

0 هل تفضل العمل في عدة مشاريع في وقت واحد .. أم في مشروع واحد حتى تنتهي منه  ؟

0 هل تشعر بالراحة أكثر عند عمل الأشياء أولا ثم التفكير فيها .. أم التفكير العميق أولا ثم البدء في العمل  ؟

0 هل أنت اجتماعي .. أم محافظ قليل الاختلاط  بالناس ؟ 

ا- المنفتح على العالم ………..extroverted  

0 يكون أكثر حيوية  مع الناس .. وإذا جلس وحيدا يشعر بالاكتئاب  والضيق

0 يحب أن يكون في مركز وبؤرة اهتمام الآخرين

0 يفكر بصوت عال .. ومن السهل معرفة أفكاره

0 حلو المعشر .. سهل التعامل معه .. يألف الناس ويألفونه  

0 يشارك الآخرين تفاصيل حياته الشخصية

 0 صادق جدا مع نفسه …. مثال ……… أبو بكر الصديق رضي الله عنه

0 يبدأ الكلام دائما ..يتحدث أكثر مما يسمع ..يتكلم  في أكثر من موضوع.. في وقت واحد 

0 يتفاعل مع الآخرين.. بكل نشاط وحماس .. يتفاعل مع الحدث بسرعة.. وبدون تفكير .. ثم يفكر .. ليس عنده هدوء …     0 مستوى الحيوية.. في ارتفاع وانخفاض دائم 

ب- المنطوي  إلى ذاته ……. introverted   

0  يكون أكثر حيوية ..عندما يجلس مع نفسه .. تفاعله مع الناس محدود

0 يجلس في الطرف ..ويتجنب أن يكون تحت الأضواء.. أو في بؤرة الاهتمام

0 لا يبادر بالكلام أبدا.. بل يرد على الكلام فقط

0 يفكر بعمق داخل نفسه … مثال ……. عمر بن الخطاب رضي الله عنه

0 لا يشارك الآخرين تفاصيل حياته الشخصية .. غاض .. قليل الأصدقاء

0 يستمع أكثر مما يتكلم .. عميق الفكرة .. عميق التركيز

0 يحتفظ بمستوى ثابت من الحيوية .. يحتفظ بالحيوية لنفسه

0 يتفاعل مع الحدث بعد أن يفكر بعمق .. لا يستعجل ويتأنى

0 يتحدث عن الأمور بعمق .. ويركز في قضية واحدة

*****

2- كيف يستقبل الإنسان المعلومات من الخارج  ؟

0 كل منا يستخدم الحواس الخمس بالطبع .. عندما نتذوق الطعام .. أو نرى الألوان المختلفة.. وهكذا .. وأيضا   كل منا يستخدم الحدس والإلهام ..عندما نفكر في المستقبل مثلا .. ولمعرفة إلى أ ى الجهتين تميل أكثر .. اسأل نفسك هذه الأسئلة

0 هل تبدى اهتمام أكثر بالحقائق والتفاصيل .. أم بالمعاني وبالارتباط بين الأشياء  ؟

0 هل أنت أكثر واقعية ..ومنطقي .. أم أكثر خيالا وإبداعا  ؟

0 هل تحب الأفكار الجديدة لانها ذات مغزى.. و يمكن الاستفادة منها واقعيا .. أم فقط لأنها جديدة  ؟

0 هل تستخدم مهارة انت متمكن منها .. ام تشعربالملل عندما تتقن هذه المهارة ؟

أ- الحسي ……. sensor    

0 يثق في الحقائق الثابتة المؤكدة  .. ولا يثق في الخيال

0 واقعي .. منطقي .. يفضل العملي المفيد من الحقائق .. موضوعي

0 يتعلم ويتقن  المهارات التي يحتاجها في حياته العملية … مثال ….أبوبكر الصديق

0 محدد .. واضح الكلام .. ملتزم بكلمته .. يشرح بالتفصيل .. دقيق في وصفه

0 منظم .. مرتب .. لديه القدرة على التكيف مع الواقع .. منهجي

0 يعيش اللحظة الحالية

ب-الحدسي …….. intuitive  

0  يثق بالإلهام.. والاستنتاج.. والاستنباط .. ينظر للصورة العامة.. دون الدخول في التفاصيل

0 يفضل الجديد فقط لأنه جديد .. ويثير إبداعه واهتمامه .. مثال …. الشعراوى ..عليه رحمة الله

0 مبدع .. يحب الخيال والابتكار .. يبحث في المعاني والارتباط  بين الأمور  

0 ينتقل من نقطة  إلى أخرى .. ويربط بينها ( الكليات )

0 يستخدم القياس والرموز.. والتشبيه.. والمجاز

0 يعيش في المستقبل أكثر من الحاضر

0 يتكلم في أكثر من موضوع في وقت واحد

*****

3- كيف يتخذ الإنسان قراراته  ؟

– من خلال الحقائق المنطقية العقلانية ………….. مفكر ..عقلاني  thinker  

– من خلال الأقرب إلى القلب  و المبادىء والقيم ………عاطفي .. مشاعري feeler  

0  وكلنا نكون مفكرين ..عندما نفعل الصواب ..بغض النظر عن المشاعر .. مثلا عندما نشترى ثوب واحد فقط من نفس اللون .. لأنه  لا داعي لوجود ثوب آخر من نفس اللون .. وكلنا أيضا نكون عاطفيين عندما نشترى شيئا ما .. فقط لأننا نحبه .. بدون سبب منطقي .. ولمعرفة إلى أي العالمين تميل .. اسأل نفسك هذه الأسئلة   :

0 هل تتخذ قراراتك بعد حساب السلبيات والايجابيات .. والمكسب والخسارة .. أم تتخذ القرار الأقرب إلى قلبك  ؟

0 هل تميل إلى العقلانية والحياد .. أم إلى القلب والإحساس بمعاناة الآخرين   ؟ 

0 هل تلتزم بالحق والصدق.. حتى لو تسببت في جرح مشاعر الآخرين ..أم أنت أكثر دبلوماسية ومناورة .. حتى لو اضطررت أحيانا إلى الكذب ؟

0 هل أنت مقتنع أكثر بالحوار المنطقي العقلاني .. أم بالحوار العاطفي المليء بالأحاسيس  ؟

0 هل ترى أن الحزم ميزة .. أم تفضل أن تكون طيب القلب   ؟

أ- المفكر ..   العقلاني ……  thinker       

0ظهره مستوى للخلف  ( يسمع ويحلل ما يسمعه   ) .. محايد المشاعر .. عقلاني ومنطقي

0 عادل ومنصف .. ناقد.. يرى الخطأ والخلل دائما ..ولا يعجبه شيء

 0 يقول الحق ولو على نفسه .. صادق جدا .. ليس لديه أي نوع من الدبلوماسية

0 يراه الآخرون بلا قلب ..  وهذا غير صحيح .. فهو يرى المشاعر مهمة فقط إذا كانت منطقية

0 متحمس..ولديه طاقة كبيرة للعمل  .. مثال…….عمر بن الخطاب 

0 يفضل أن يكون المرء صادقا على أن يكون بارعا

ب- العاطفي ..المشاعرى ……. feeler

0ينحنى للامام  ..كأنه يقول ..أنا أحتويك في قلبي .. يحب أن يسعد الآخرين.. ويشكرهم .. ويثنى عليهم

0 دبلوماسي ومناور .. ولا يضايق منه احد .. لين .. يقدر مشاعر الآخرين

0 عاطفي .. مرهف الحس .. صاحب أخلاق عالية .. يحب أن يشكره.. الناس ويمدحونه

0 المشاعر عنده مهمة ..ساء كانت منطقية أم لا .. الانسجام والجمال هو الهدف

0 يتحمس إذا نال رضاء الناس من حوله … مثال ……… ابوبكر الصديق

0 يفضل أن يكون المرء بارعا على أن يكون  صادقا

*****

4- كيف ينظم الإنسان حياته .. والعالم من حوله  ؟ 

كل منا يستخدم صفة الحكم judger   عندما نقوم بعمل قائمة.. بما سوف ننجزه غدا من أعمال مثلا .. وأيضا كل منا يستخدم صفة المدرك بحواسه  perceiver   عندما نؤجل اتخاذ قرار.. ونبحث في البدائل المتاحة  (  التحري  )  ..وايضا عندما نتفاعل بتلقائية مع الحدث دون تحكم فى الحدث ..( يؤجل لاخر دقيقة  ) .. ولمعرفة إلى أي الفريقين تميل .. اسأل نفسك الأسئلة التالية  :

0 هل تتخذ القرار في سرعة وسهولة وحسم .. أم تؤجل اتخاذ القرارات إلى آخر لحظة   ؟  

0 هل تفضل الحسم .. أم تفضل ترك الاختيارات مفتوحة    ؟

0 هل تفضل التحكم في الأحداث .. أم ترك الآخرين يختارون كيفما شاءوا   ؟ 

0 هل تلتزم بالمواعيد بدقة.. وتقدر الوقت .. أم  تتأخر دائما ..ولا تستطيع التحكم في الوقت   ؟

0 هل أنت منظم في حياتك .. أم تجد صعوبة في تنظيم الحياة من حولك   ؟

0 هل تفضل العمل ثم الراحة والاستجمام  .. أم دائما تؤجل الواجبات.. إلى آخر وقت ممكن  ؟  

أ – الحكم …….judger

0 يحب أن يحسم الأمور .. ويشعر بسعادة كبيرة بعد اتخاذ القرارات

0 العمل أولا ثم الراحة والاستجمام .. يصنع الأهداف ..ثم يسعى  إلى تحقيقها

0 حاسم .. لا يتردد كثيرا .. يرى الوقت ضيق باستمرار .. صارم في مواعيده

0 يحب معرفة تفاصيل الأحداث

0 مثال ……. أبو بكر الصديق

  ب- المدرك بحواسه ( التحري )……. perceiver

0 يترك الاختيارات مفتوحة دائما .. يحب التحري واخذ المعلومات

0 غير حاسم .. يغير من أهدافه.. كلما حصل على معلومات جديدة

0 استمتع أولا ثم قم بالعمل لاحقا .. فالوقت طويل أمامك 

0 تلقائي .. مرن .. يتكيف بسرعة مع الظروف المحيطة .. ومع أي وضع جديد

0 يهتم بمراحل التنفيذ ..  وليس النتيجة النهائية للعمل  

0 بطيء في التنفيذ .. يستمتع بان يبدأ في المشروعات لا أن ينهيها

0 يترك حياته مرنة لكل الاحتمالات .. المواعيد مرنة جدا

0 يحب المفاجآت .. ويؤخر كل شيء لآخر لحظة

تلقائي .. عفوي

0 مثال….. الشعراوى

1- منفتح .. حدسي ..مشاعري .. حكم …………… (  أخصائي العلاقات العامة   )….(  EIFJ…ENFJ    )

0 لديه قدرة عجيبة على فهم الآخرين  وقيادتهم

0 أهم شيء في حياته هو علاقته بالآخرين .. يهتم جدا بالآخرين ..وبكلامهم .. يفهم الناس جيدا

0 يستطيع بسهولة قراءة الآخرين .. ويؤثر فيهم بالتالي بسهولة أيضا .. ويستطيع أن يقود مجموعة أثناء النقاش ..بكل سهولة.. بغض النظر عن نوعية من أمامه من الناس

0 لديه مشاعر فطرية فياضة ومتأججة .. رقيق .. مرهف الحس .. لا يضايق أحدا أو يجرحه 

0 سريع الاستجابة للثناء و  المديح  .. وأيضا النقد .. ويأخذ النقد بصورة شخصية .. وأحيانا يسبب نفور الناس منه

0 يساعد الآخرين في الوصول إلى ذواتهم .. يذكر لك حقائق عن نفسك قد لا تعرفها أنت.. ويذكر لك كيف تستخدمها  

0 سمعته طيبة  مع الجميع .. لا يتقاتل مع أحد .. طاهر وطيب القلب ..سلامه رقيق ..ولا تكاد تحس بيده عندما يصافحك

0 يساعد الآخرين ويدعمهم ..ويطورهم ويوظف قدراتهم .. قائد ملهم.. وتابع مخلص أيضا

0 مميز ومشهور..  خصوصا في المسائل النفسية 

0 مبدع .. قوى .. ذو بصيرة   ثاقبة .. ذو نظرة مستقبلية .. مثالي

0 محاضر ممتاز .. خصوصا فيما يتعلق بالاستشارات النفسية .. والعلاقات اليومية

******

2- منفتح .. حدسي .. مشاعري .. مدرك بحواسه ………..(    الملهم    )….( ENFP       )

0 شعاره في الحياة .. كل شيء ممكن .. يعتقد انه يستطيع أن يفعل أي شيء .. وهذا صحيح إلى حد كبير

0  علاقته طيبة مع الناس ..فهو لا يستطيع  العيش بدون الناس .. ويحس بالملل والاكتئاب  إذا جلس وحيدا

0 عنده قدرة عجيبة على رؤية الاحتمالات ..والتنبؤ بالمستقبل ..

0 مبدع .. عنده مليون بديل .. ومليون احتمال .. ويصفها كلها بدقة متناهية 

0 عنده حس راقي ..ويفهم الناس بطريقة عجيبة..  صاحب مشاعر دافئة .. رقيق القلب .. لا يتقاتل مع احد

0 يفهم تعقيدات النفس البشرية.. بمنتهى البساطة .. وأيضا يفهم تعقيدات النظريات العلمية بمنتهى البساطة .. لكنه يميل إلى الجانب الانسانى  أكثر 

0 قدرته عالية على التأقلم .. والتلقائية ..والليونة.. والاستجابة لأي طارىء جديد

0 حماسي جدا .. وحماسه معدي .. سرعان ما ينتشر  و يعدى  الآخرين

0 صاحب روح عالية .. متطلع .. مبدع .. صاحب خيال واسع .. عبقري

0 منطقي .. خصوصا فيما يتعلق بالناس

0 شرطه الوحيد للتعامل مع المشكلات .. هو أن تحوز على اهتمامه .. وما لا يتفاعل معه .. فثق تماما انه لا يفهمه .. كلمة السر في التعامل معه .. أن تسأله ماذا يمكن أن نفعل في ..؟

0 سريع الوصول إلى الحلول .. على استعداد دائم لمساعدة أي شخص يطلب مساعدته

0 حياته اليومية مع الناس ..كلمة السر عنده هي الناس

0 لديه القدرة على صنع المستحيل في ثواني معدودة .. عبقري في اختراع الأفكار والبدائل

0 يضع أسباب  منطقية لأي  شيء يريده .. أسباب وجيهة للاعتذار

0 لا يحضر لأي موضوع .. بل يرتجل دائما

0 يحب أن يتقبل الناس عمله .. وان يثنوا عليه .. ويمتدحوا عمله .. فكل ما يطلبه هو كلمة حلوة

0 سريع الكلام ..والحركة.. والمشي.. لديه طاقة جبارة

0 يكفيه الإشارة لكي يفهم ما تريد .. وكثرة كلامك قاتلة بالنسبة له

0 من السهولة قيادته والتعامل معه

******

3-منفتح ..حدسي .. مفكر .. حكم .. ………………..(    قائد ملهم    )..( ENTJ       )

0 علاقاته عريضة مع الناس .. له بصمات  ساحرة  على  من حوله   

0 صاحب قدرات هائلة .. مبدع .. عبقري .. ملهم

0 قدرته عجيبة على تخيل المستقبل .. وتنفيذ ما يتخيله على ارض الواقع 

0 قوته في تفكيره .. منطقي .. عقلاني .. منظم .. مرتب

0 شعاره .. المدير التنفيذي..  والقائد الميداني

0 يستمتع بالتحدي إلى أقصى درجة .. (  دمه كله تحدى  )

0 كل شيء على ما يرام .. كل شيء تحت سيطرتي

0 كل شيء عنده يحتاج إلى إدارة وقيادة ..حتى يحقق الأهداف المرجوة منه

0 صريح جدا.. يقول ما يعتقده  بصراحة.. لان هذا هو الحق والعدل .. ولا يقصد الإهانة.. لكنه يرى أن هذا هو الحق  

0 حاسم ..صارم.. قوى .. لا يؤجل ولا يسوف

0 يقود الجميع.. والجميع يلهث خلفه لسرعته.. قيادي ..في أي مكان ..وأي نشاط .. يطور من حوله ويفهمهم

0 عبقريته في الإدارة .. يفهم دقائق الأمور وينظمها

0 لديه مهارة عجيبة.. في أي عمل يتطلب التفكير.. والتحليل المنطقي

0 سريع الوصول للحلول .. وحلوله منطقيه.. ومرتبه

 0 الإثارة ..والتحدي ..وصنع المستقبل ..هي حياته

0لديه قدرة عجيبة على مخاطبة الجماهير

0 اهتماماته متعددة .. يحب أن يضيف معلومة جديدة لخبرته ..كل يوم ..وبالتالي فهو دائما في تطور مستمر

0 يقرأ كثيرا وفى أي موضوع

0 يجلس مع الجميع .. الصغير والكبير .. الغنى والفقير .. ويخرج منهم بالحكمة

0 لديه ميل فطرى للقيادة  والتنظيم .. والتقاط الخلل ومحاولة  إصلاحه  

0 هو رجل بأمة كاملة ..( وحده )

0 يصنع النظريات من خياله .. ويطبقها في الواقع العملي

*******

4- منفتح .. حدسي .. مفكر .. مدرك بحواسه ………….. (  المبدع   ) …(   ENTP  )

0 علاقته بالناس عريضة .. يستمد طاقته من التفاعل مع الناس

0 مبدع من الطراز الأول .. يتكلم في أكثر من موضوع في وقت واحد .. سريع الكلام

0 تلقائي . . يتكيف مع  أي وضع .. منطقي في تفكيره

0  يجيد عمل أشياء كثيرة .. ويربط بينها جميعا ..بخيط واحد ..منطقي..  وبسهولة

0 حاذق.. مبدع ..ماهر ..لماح .. ذكى للغاية .. يرتجل ولا يحضر لأي موضوع

0 يستمتع بوجوده مع الآخرين .. ويستمتع الآخرون بوجوده بينهم

0 يستمتع بالنقاش المنطقي كما يستمتع بالعسل .. قدرته فائقة في الحديث والإقناع 

0 واسع الحيلة ..لديه حلول كثيرة .. خصوصا في المشاكل الجديدة والصعبة

0 يكره الروتين والنظام.. لأنه يقيد حركته

0 يتحرك من أمر مثير إلى أمر مثير آخر بسرعة

0 لديه الأسباب المنطقية المقنعة لأداء أي عمل يريد

0 يرى العلاقات ..والارتباطات بين الأشياء ( الكليات ).. وينظر للعالم من حوله.. نظرة عامة .. ويبحث عن الفرص المتاحة.. والبدائل الممكنة ..والاحتمالات المتعددة

0 يتنبأ بأشياء مستقبلية .. لديه رؤية مستقبلية واضحة

0 لديه قدرة كبيرة على أن يفهم كيف يعمل النظام بالتفصيل ..وبالترتيب خطوة بخطوة .. وأيضا يفهم التداخلات بين الخطوات

0 يحب المغامرة والتحدي .. ليه قدرات إبداعية هائلة

0 مثال….. الشعراوى ..عليه رحمة الله

 

5- المنفتح .. الحسي  الواقعي .. المشاعرى .. الحكم ………..(  مقدم العناية للآخرين   ) ..(  ESFJ  )

0مثال لهذه الشخصية …. أبوبكر الصديق رضي الله عنه

0 مشاعره فياضة .. قلبه رحيم.. يتفاعل مع الناس.. شعبي ..يحس بمعاناة الناس

0 صاحب ضمير حي .. له نظرة صائبة .. فطرته أن يساعد الناس ..في كل مكان

0 يحتاج إلى الانسجام مع من حوله .. وإذا وجد في مجموعة لا ينسجم  معها .. فانه يتضايق .. ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه .. لا يحب أن يضايق أحدا أبدا ..عنده قدرة عجيبة على صنع هذا الانسجام والتناسق

0 عنده قدرة عجيبة على ربط الناس بعضهم ببعض ..وصنع الانسجام بينهم

0 دائما مشغول بعمل الخير للناس .. ويعمل بشكل أفضل.. إذا قدره الآخرون وشجعوه  

0 حازم.. صارم .. ينظم الأمور .. وينظم الناس ..لكي ينجزوا الأهداف في الوقت المحدد

0 صاحب ولاء شديد .. ووفاء نادر .. حتى في أحلك الظروف

0 يهتم بكل الأمور.. الصغيرة والكبيرة   

0 يتوقع من الآخرين أن يكونوا مثله

0 يحب الثبات ويكره التغيير .. يحب أن يحس بالأمان دائما .. ثابت على المبدأ

0 اجتماعي .. منطلق.. أصحابه كثيرون .. يألف الناس ويألفونه .. موجود في المناسبات دائما .. يهتم بأهله القريبين جدا .. وأيضا بجيرانه .. يقدر ظروف الآخرين

0 لا يطلب أكثر من كلمة ثناء أو شكر من الآخرين على ما قدمه لهم

0 حسن المظهر.. أنيق ..ولبق

0 يتأقلم مع النظام الادارى والروتين ..

0 يحب التعامل مع الجانب الانسانى .. ويبتعد عن الأمور المادية

******

6- المنفتح ..الحسي ..المشاعرى ..المدرك بحواسه …………….(   المنجز للعمل   ).. (   ESFP )

0علاقات عريضة مع الآخرين ..تلقائي .. مرح ..يتأقلم مع الناس

0 واقعي بحت .. يثق بالتجربة .. لا يحب التغيير

0 إحساس مرهف.. قلب طيب .. لين .. مرن

0 ودود..مرح .. يستمتع بأي شيء   في الحياة ..واقعي ..يتقبل الوضع كما هو

0 يبحث عن الإنجاز في العمل .. والنتيجة الواقعية

0 لا يحب الخيال .. ولكن يحب ما يراه بعينه .. ويحسه بحواسه  

 0 ماهر في الأوضاع التي تتطلب بديهة

0 يدخل المرح والسرور في نفوس الآخرين..  ومجلسه لا يمل أبدا   

0 عنده القدرة على أن يرى الجمال في الواقع من حوله

0 خبرته عريضة في الحياة ..عملي ..واقعي

0 يتذكر الوقائع… ولا يحب النظريات 

0 يحب اللعب والتلقائية ..يحب الرياضة.. والمرح واللعب .. صاحب نكتة

0 شخص يحب الحياة .. ويستمتع باللحظة الحالية .. ومليء بالحيوية

0 يستمتع بأي شيء في الحياة من حوله .. ذوقه عالي ..ويرى الجمال في ما حوله

0 النظام الادارى يضايقه  (  يكره الروتين  ) .. لأنه يحب الحرية .. ويرفض أن تتحكم القوانين في حياته

0 يستمتع بما يعمله ( صاحب مزاج عالي جدا )

0 قليل الفوضى .. لان الفوضى تقلل من المتعة عنده

0 يحب الآخرين ..كريم .. متفائل ..دافىء المشاعر ..عطوف 

0 يتعلم بالممارسة العملية.. وليس بالقراءة والمحاضرات ..( يتعلم بيده )

0 واقعي.. يرى الحقائق .. يراقب الأحداث والأوضاع من حوله

0 يتخذ القرار من خلال قيمه الشخصية.. ومبادئه هو

0رسول السلام بين المتخاصمين

0 لديه مهارة في تحريك الناس للتعامل مع المشاكل بايجابية

******

7- المنفتح.. الحسي.. المفكر.. الحكم …………………..(  الحارس  ) …( ESTJ     )

0 قوى .. منفتح على الآخرين .. يتفاعل مع الناس دائما

0 واقعي .. لا يحب الخيال .. يحب النظرة الواقعية ..(    أشوف بعيني علشان اصدق    )

0 مفكر .. عقلاني .. منطقي .. جاف المشاعر نسبيا

0 يحلل الواقع ويزنه بصورة منطقية

0 صارم .. حازم في قراراته .. سريع في اتخاذ القرار

0 الحارس..(  أنا قدها .. اتكل على   )

0 بعد 3 ثواني يقرر.. هل يكمل معك الحوار.. أم لا  

0 مشغول دائما .. عملي جدا .. ليس لديه وقت ليضيعه في توافه الأمور

0 قل ما تريده بسرعة .. وفى 3 كلمات

0 يتعامل مع الحقائق المادية .. يرفض العواطف ..ولا يضيع فيها وقته

0 لديه ميل فطرى للقيادة .. وهو جدير فعلا  بالقيادة 

0 لديه اهتمام قليل بالنظريات والخيال

0 يحب أن يتعلم المهارة التي يحتاجها فعلا في حيلته

0 ينظم الأمور .. ويدير النشاطات بصورة رائعة

0 يبدو أحيانا انه يسيطر على الناس ( ديكتاتوري )

0 مهارة كبيرة في إدارة العمل .. يحسم الأمور

0 يتحرك بسرعة  لتطبيق القرارات المتفق عليها .. ولا يثنيه عن عزمه شيء مهما كان

0 يهتم بالتفاصيل .. ولديه قدرة كبيرة على تطبيق ذلك

0 مثال ….. ابن تيمية رحمه الله

0 لا يبالى بالمواضيع غير المفيدة.. ولا يضيع فيها وقته

0 مدير جيد .. ينظر نظرة منطقية ..غير عاطفية .. واضح ليس عنده لف ولا دوران 

0 ينظم الأوضاع من حوله ويرتبها

0 يتوقع من الآخرين.. أن يكونوا مثله ..يتعب جدا.. إذا كان من حوله.. مهملين وغير منظمين 

0 الناس يرونه جاف .. ويحب السيطرة على الآخرين .. وإجبارهم على أن يكونوا مثله

0 يقدر الكفاءة والتميز..(  في تلاميذه   )

0 موضوعي للغاية في فهم وحل المشكلات ..

0 واضح ..صريح.. صارم ..حازم ..لا يهاب شيئا

0 لا يصبر طويلا ..على الفوضى.. والتسيب.. والإهمال ( منطقي ) .. يرفض أنصاف الحلول

0 صاحب حجة حاضرة .. مقنع

0 يستطيع أن يعمل لوحده .. الناس يستمدون قوتهم منه ..(   أنا لا أحتاجكم ..بل انتم الذين تحتاجون إلى   )

0 صاحب ضمير حي .. يمكن الاعتماد عليه لأبعد الحدود

0 يتكلم بطلاقة .. وواثق جدا من كلامه.. عنده قدرة عجيبة على تأكيد وجهة نظره

0 نادرا ما يأخذ الأمور بصفة شخصية .. بل يقدر الكفاءة فقط

0 كن حازما ..وصارما.. في التعامل مع هذه الشخصية .. لأنه سوف يقدر ذلك منك.. إذا كنت على حق ..

0 كن قليل الكلام معه .. وكن مرتبا ومنظما في كلامك  

******

8- المنفتح .. الحسي .. المفكر .. المدرك بحواسه …………….. (   الفاعل  )..( ESTP )

0 علاقاته عريضة مع الناس .. يستمد طاقته وحيويته.. من التعامل مع الآخرين

0 واقعي.. صاحب تجربة عملية .. يعيش اللحظة الحالية

0 الخيال ليس له معنى عنده .. مادام ليس منه فائدة ..أحب أشوف بعيني وأحس بحواسي

0 منطقي وعقلاني .. مرن متكيف مع الأوضاع الجديدة

0 مرح.. وتلقائي .. لا للملل في الحياة .. وفى العلاقة مع الآخرين 

0 لديه مهارة طبيعية في حل المشاكل .. ويستمتع بحلها    

0 يجمع بين المشاكل .. ويربط بينها ويقرأ ما بين السطور .. ويحلها بشكل منطقي

0 يجمع بين المتناقضات .. ويوفق بينها بلا تناقض

0 يفضل الإثارة والحركة .. مجازف .. يستمتع بما هو آت .. يفضل الأمور الرياضية .. والأشياء اليدوية

0 يستطيع أن يرى دقائق الأمور .. ويلفت للتفاصيل وتثير اهتمامه  

0 صاحب ذوق فني عالي .. يحب الهدوء.. والصوت الخافت ..والرائحة الحلوة ..والمنظر الجميل

0 يبحث عن النتائج.. ويحب أن يراها

0 لديه قدرة عالية على التحمل.. والتأقلم مع الواقع كما هو

0 عنده مهارات يدوية.. وصاحب حرفة

0 يكره الشرح الطويل ..ويفضل المختصر المفيد .. بعد أن يسمع ..يعطيك اقتراح في كلمتين.. يكره الجدل والنقاش 

0 لديه لطافة وسماحة ورقة .. لذلك يميل الناس للتعامل معه .. والتقرب إليه .. وأيضا لأنه مرح ويحب اللعب

0 لديه طاقة جبارة .. وقدرة فائقة على حل المشكلات

 0 لا يحب الروتين والقوانين .. ولكن  يفضل  الحرية   

0 لديه قدرة عجيبة ..على جعل الصعب سهل

0 عبقري ومخترع

0 عنده رغبة قوية في الحياة .. ويحب أن يستمتع بالحياة ..ومباهجها  

 

******

9- المنطوي .. الحدسي .. المشاعرى ..الحكم ……………….. (   الحامي   ).. ( INSJ    )

0 محافظ .. يفكر أولا ..ثم يتفاعل مع الحدث ..

0 لا يبدأ الكلام .. ولكن يرد على الكلام .. غامض .. قليل الكلام .. علاقاته محدودة .. يميل إلى الهدوء.. وان يجلس وحيدا 

0صاحب حس راقي .. يشعر بالناس .. يفضل أن يخدم الآخرين 

0 يحمى الناس من الوقوع في الخطأ

0 يحقق النجاح عن طريق  الإصرار.. والثبات على المبدأ ..عنده مبادىء ثابتة وواضحة

0 أفكاره من فهمه .. وليس تقليدا  لأحد..عنده خصوصية في شخصيته .. ( غير مقلد )

0 يحب أن بعمل.. ما ينبغي عمله .. ( المفروض أن نعمل كذا )

0 يضع كل جزء من اهتمامه في العمل

0 قوى للغاية .. صاحب ضمير حي

0 مثال .. عثمان بن عفان ..رضي الله عنه

0 يحترمه الناس ..لصلابة مبادئه ..ولوضوح الرؤية ليه

0 صاحب مهارة في تقييم أي موقف .. وخصوصا فيما يتعلق بالناس 

0 يستطيع أن يفهم ما في داخل نفسك .. وهو  متأكد من قدراته هذه

0 يفهم الأشياء المعقدة بكل وضوح .. خصوصا النفس البشرية

0 مؤمن بمبادئه .. ويثق في إيمانه هذا جدا

0 الحدس والإلهام .. من أهم قدراته

عنده قدرة كبيرة على تحفيز الناس في العمل

0 لا يحب التفاصيل .. ولكن يفضل الصورة العامة للأمور

0 ذو ولاء لأصدقائه.. ولعمله.. كبير جدا .. وأيضا لمبادئه ..وعقيدته

0 عنده نظرة مستقبلية .. وبصيرته نافذة .. خياله خصب

0 القياس والتشبيهات والأمثلة كثيرة في حياته

0 حساس .. عاطفي .. طيب القلب

0 ملتزم بعمق.. بمبادئه وقيمه 

****** 

10 – المنطوي ..الحدسي .. المشاعرى .. المدرك بحواسه ………………… (   المثالي   ).. (INFP )

0 محافظ .. كتوم .. هادىء ..علاقاته محدودة .. لا يبدأ الكلام ..غامض

 0 صاحب الهام وخيال ..وعمق في التفكير الابداعى .. ولكن في داخل نفسه  

0 صاحب قلب رقيق ..لأبعد الحدود.. وهذه هي مشكلته مع الآخرين.. لأنهم دائما ما يقللون من قدراته  ..ويظنون أنه ضعيف .. ولكنه ليس ضعيفا .. بل يفضل ألا يضايق أحدا.. قوى  جدا .. ولكن داخل نفسه

0 يفهم الناس جيدا .. ويفهم تعقيدات النفس البشرية جيدا

0 لديه قدرة على المرونة والتكيف .. عالية جدا

0 مثالي في رؤيته.. وتصرفاته ..وحياته .. لا يضايق أحدا .. ولا يتقاتل مع احد

0 يراقب الأوضاع من حوله في هدوء

0 صاحب ولاء .. ووفاء عالي جدا ..دافىء  المشاعر .. قلبه رحيم

0 يحب الناس في داخله .. ويحمل في داخله  مبادىء وقيم عالية .. والناس لا يحملون مثل هذه المحبة ..وهذه المبادىء .. مما يوقعه في صراع مع نفسه ..ومع الناس ..لأنهم يتصرفون عكس ما يتوقع

0 متكيف.. مرن .. هادىء ..فضولي جدا .. سريع في الوصول إلى الاحتمالات

0 لا يميل إلى القيادة.. بل إلى الإتباع ..يفضل أن يكون مع الجماعة    (   في رأيه   )

0 عميق التفكير داخل نفسه .. شديد التركيز

0 يلاحظ الفروق الدقيقة .. بين كلام الناس.. وأفعالهم .. يقيم الناس تقييم دقيق

0 يتحمل أكثر من طاقته .. ويتكيف معه

0 يميل إلى الشعر والأدب .. وعلوم الإنسان ..والنفس البشرية

0 لديه طاقة جبارة للتركيز في العمل .. ولكن داخل نفسه  (  يعمل  بصفة مستمرة   )

0 محافظ .. لا يتحدث كثيرا عن خصوصياته وأموره الشخصية

0 يقدر وبشدة العلاقات مع الناس .. ولا يحب العلاقات السطحية   (  الطيارى   )

0 يحب تبادل المنفعة   (  ساعدني وأساعدك  )

******

11- المنطوي .. الحدسي .. المفكر .. الحكم ……………….. (  العالم  ).. ( INTJ     )

0 محافظ .. علاقاته قليلة .. قليل الكلام .. يستمع أكثر مما يتكلم .. لا يبدأ الكلام

0 صاحب رؤية إبداعية .. يثق بالإلهام .. يرى المستقبل .. لديه نظرة بعيدة المدى

0 يقدر المنطق والعقلانية .. يفهم الارتباطات بين الأمور .. والعلاقات بينها

0 يقدر وبشدة المهارة والإتقان .. والإبداع .. والمكانة الاجتماعية .. ويكره الإهمال والتسيب

0 أفكاره.. وآراءه  تنبع من داخله .. ولا يقلد أحدا.. يتميز بالاستقلالية عن الآخرين 

0 أفكاره دائما متطورة ..ويحب الحديث عنها

0 مثال .. الشيخ محمد الغزالي .. رحمه الله

0 عنده قوة في تنظيم العمل .. في دقة عجيبة   

0 ناقد بطبعه .. يرى الخلل ..ويسعى لإصلاحه 

0 لديه عزيمة قوية .. لديه مستوى عالي.. من الكفاءة والإتقان

0 يجد من يتفاهم معه .. قليلون

0 رؤية الاحتمالات المستقبلية..  بصورة جلية .. وإنزالها  على ارض الواقع .. وتنفيذها بصورة دقيقة

0 يستمتع بالتحديات الفكرية المعقدة والمتشابكة .. لأنه يستطيع استخدام قدرته على التفكير والإبداع

0 يضع تصور كامل للخطة  المستقبلية .. صاحب مهارة عالية في التخطيط بعيد المدى

0 يقدر المعرفة والعلم.. في نفسه ..وفى الناس

0 يتوقع من الآخرين الكفاءة ..ويتضايق من التسيب ..والإهمال

0 يكره الغموض .. ويحب الوضوح

0 يثق في نظرته للأمور .. وحكمه عليها

0 عنده قدرة على اتخاذ القرارات الصعبة

 0 يقيم ويدرس كل شيء ..بعين ناقدة .. لإصلاح الخلل

0 هادىء الوجه والمعاني .. يتفاعل بهدوء

0 حازم .. حاسم .. واثق من نفسه

0 يميل إلى أن يسمع .. ولا يبدأ الكلام .. يفكر بعمق داخل نفسه

0 واضح المعالم في حياته .. خط سيره واضح

0 عقلاني ومحايد في نقده من اجل إصلاح الخطأ .. ايجابي

0 يكره الروتين ..والنظام البيروقراطي .. لان ذلك ..يقيد قدراته الإبداعية ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه  

******

12- المنطوي .. الحدسي .. المفكر .. المدرك بحواسه ………………….. (   المفكر  ).. ( INTP  )

0 عبقري من الطراز الأول..حلال المشاكل.. بطريقة عبقرية.. إلى ابعد الحدود

0 من أفضل الناس في التخطيط الاستراتيجي

0 محافظ بطبعه .. قليل الأصدقاء .. من أهم أمور حياته الاستقلالية .. ولا يحب التدخل في أموره الخاصة

0 صاحب خيال .. وإبداع ..ورؤية مستقبلية

0 النقطة الأساسية فيه..  أنه مفكر من الطراز الأول

0 هادىء في حياته ..قليل الكلام عن أسراره الشخصية

0 متعته ملاحقة النظريات العلمية .. وتحليلها والتفكير فيها

0 يحل المشاكل عن طريق المنطق .. والعقلانية .. والتحليل العلمي المنهجي

0 يهتم بالأفكار .. وليس التعامل مع الناس.. لا يحب المنتديات ..والمجتمعات المفتوحة

0 واضح مع نفسه .. ويعرف ما يريده جيدا

0 غير غامض .. واضح الملامح في حياته

0 يعشق الإتقان والكفاءة .. ويكره الإهمال والتسيب

0 يتوقع من الناس أن يكونوا مثله

0 ناقد لكل شيء تقريبا .. ويبحث عن إصلاح الأخطاء

 0 فضولي ويهتم بالجديد دائما

0 يتفاعل مع الأحداث ويتفجر حيوية ونشاطا

0 لديه رؤية منطقية قوية .. بحيث يصل إلى لب الموضوع .. وأساس المشكلة   

0 قدرته فائقة على حل المشكلات الصعبة ..بصورة عبقرية.. ومحايدة.. ومختصرة .. بطريقة منهجية ..وعقلانية

0 يسأل أسئلة قوية وصعبة .. لأنه يتحدى نفسه..  قبل أن يتحداك

0 نقاشاته فكرية من الطراز الأول .. سريع البديهة .. حاضر الفكرة

0 لديه ميل طبيعي.. لبناء نظام منطقي.. عقلاني.. لتفسير الأحداث

0 يكره بشدة الروتين .. ويحس أنه في سجن

0 يفضل قول الحقيقة .. ويكره اللف والدوران

0 يفضل عدم السيطرة على الآخرين .. وعدم فرض وجهة نظره عليهم 

0 هادىء .. محافظ .. قليل الكلام .. إلا  في المواضيع التي تخصه .. ويهتم بها

0 مستقل بذاته .. ولا يعتمد على الآخرين ..(   يعيش لوحده    )

0 يرفض أن يتدخل احد في أموره الشخصية ..بدون إذنه .. يضع حدود لتعامله مع الآخرين

******

13- المنطوي .. الحسي .. المشاعرى .. الحكم ……………. (   الحاضن .. المربى   )..( ISFJ  )

0 لا يمكن الاستغناء عنه .. لا في البيت .. ولا في العمل .. ولا في أيمكان

0 كلمتي عهدي .. واهم من أي قانون

0 خدمة الآخرين ..قبل المصلحة الشخصية

0 محافظ .. قليل الكلام .. عميق الفكرة داخل نفسه

0 أهم مميزاته انه واقعي .. يعيش الواقع بحواسه .. لا يحب الخيال

0 عملي .. مرتب .. يحب التفاصيل

0 يقدر مشاكل الآخرين وأحاسيسهم

0 حازم .. صارم .. صاحب قرار .. يميل أن يكون في موقع القيادة

0 ودود .. صاحب ضمير حي بصورة فطرية

0 إحساسه بالمسؤولية فطرى من داخله

0 إذا قال نفذ ما قال مهما كان

0 الكرم عنده أسطوري

0 يمكن الاعتماد عليه إلى أقصى درجة

0 يعمل بلا كلل ولا ملل

0 مثال .. معاوية بن أبى سفيان ..( أنا أعرف بقريش من قريش )

0 يهتم بالجميع .. صغيرهم وكبيرهم .. غنيهم  وفقيرهم 

0 عنصر ثبات في أي مكان يوجد فيه

0 يتحمل الألم والضغط

0 لا يهتم بالأمور العلمية الفنية .. يهتم بالتفاصيل الدقيقة

0 ودود ..عطوف.. صاحب ولاء

 0 يحب الدين ..والأصول.. والثبات في الأمور

0 عنده خزينة كبيرة من المعلومات .. والخبرات العريضة 

0 يتذكر التفاصيل الدقيقة .. المادية ..والإنسانية ..مثل نبرة الصوت .. وتعبير الوجه .. وحركة الجسم

0 يهتم بالآخرين.. ومشاعرهم ..وتفاصيل حياتهم

0 متواضع .. هادىء الطباع .. صلب من الداخل وقوى

0 ملتزم بواجباته .. خصوصا في الدين والتقاليد .. وبطريقة علمية ودقيقة ومفصلة

0 يحب أن يتعلم وان يعلم

0 يحب المبادىء والقيم بشكل كبير

0 عنصر ثبات في أي مؤسسة

 0 لديه آراء واعتقادات قوية.. لأنها مبنية على أساس متين.. من المبادىء ..والقيم الثابتة.. والصلبة

0 لا يتغير ولا يتلون .. واضح ومستقيم

0 لديه وفرة من الخبرات .. ولكن في داخل نفسه .. وسوف تعرفها فقط إذا سألته

0  يحترم نظام العمل المتعارف عليه .. ( الرئيس رئيس .. والمرؤوس مرؤوس  ) ..لان هذا هو المنطق

0 يحترم النظام الادارى .. ويحترم القيادات

0 يفضل الثبات .. ولا يحب التغيير ..إلا إذا كان من وراءه فائدة ..له وللآخرين .. وكان التغيير.. أكثر كفاءة ..من النظام السابق

0 يتعامل مع الناس من كل فئاتهم

0 قوته في أن يعرف.. هل الذي أمامه صادق  أم كاذب ..في ثواني .. وقد لا يظهر ذلك لك .. ولكنه يعرف .. (   لا يخدعه احد .. ويعرف أعماق الناس  )

0 لا يصدق أي كلام يقال له

******

14 – المنطوي.. الحسي .. المشاعرى .. المدرك بحواسه  ………………….(   الفنان   ) .. (   ISFP )

0 محافظ .. يعيش في عالمه الداخلي .. يفضل التركيز.. والهدوء .. والسكينة

0 لا يبادر بالكلام .. ويستمع أكثر مما يتكلم 

0 يفضل التفاصيل .. يحب أن يلمس الأشياء بيديه

0 صاحب قلب رقيق المشاعر .. إلى ابعد حد

0 يعتقد الناس انه ضعيف .. وهذا غير صحيح

0 يتكيف مع الواقع .. مرن .. تلقائي .. عفوي

0 لا يحب السيطرة على الناس

0 يرى الجمال في الواقع ..ويحسه   بحواسه  .. في كل شيء حوله

0 مرهف الحس .. خجول بطبعه .. يجلس في زاوية لوحده ..في صمت

0 لا يعمل مشكلة مع احد .. يرضى بالقليل

0 لطيف المعشر جدا .. طيب القلب ..متواضع جدا .. رغم قدراته العالية

0 يتنازل عن حقه ..من اجل أن يتجنب الخلاف مع الآخرين

0 لا يحب أن يكون في موقع القيادة .. ولكن يكون مع القائد

 0 عنده ولاء عظيم..  تابع مخلص ووفى

0 ينجز الأعمال بهدوء.. وتروى وعدم استعجال

0 يستمتع باللحظة الحالية التي يعيشها .. ولا يفضل أن يستنزف طاقته .. حسي .. واقعي

0 يستمتع بالاسترخاء .. ويحب الهدوء ..قليل الحركة والنشاط

0 دمه خفيف.. ومرح.. ولكن في هدوء

0 يحب أن يسمع كلمة طيبة من الآخرين

0 إحساس عميق.. بالالتزام  بواجباته.. تجاه الآخرين 

0 حس عميق بالمبادىء والقيم … عفيف .. أمين .. لا يسأل احد شيئا

0 يفضل أن يضفى السعادة على الآخرين.. في العمل .. ولكن في هدوء

0 يكره الروتين .. فهو قاتل بالنسبة له

0 يمكن الثقة  فيه.. لأنه لا يمكن أن يخون أبدا

0 مراقب للأوضاع .. وللواقع من حوله .. وخصوصا ..فيما يتعلق بمصلحة الناس 

0   عملي ولا يحب الخيال .. يركز على الحقائق الملموسة

0لديه ميل فطرى نحو المشاعر ..  ميل طبيعي.. لان يرى الجمال ..في الطبيعة من حوله

0 يفهم الناس ويشعر بهم

0 الآخرين.. يقللون من شأنه ..ويستخفون به .. ولا يعرفون الكنوز.. التي بداخله 

0 ذو قدرة كبيرة على الاحتمال

******

15- المنطوي .. الحسي .. المفكر .. الحكم ……………… (   المؤدى للواجب   ) .. (  ISTJ  )

0 يظلمونه الكثيرون .. لأنهم لا يعرفونه  حق المعرفة .. ويعتقدون أنه معقد

0 محافظ ..كتوم .. هادىء ..يستمع أكثر مما يتكلم .. لا يبادر بالكلام

0 واقعي .. حسي .. يرى الواقع بحواسه ..ويعيش اللحظة الحالية

0 يفضل تفاصيل التفاصيل .. والإتقان .. يتعامل مع الأرقام والحقائق.. بسهولة  

0 عادل .. منصف .. محايد ..صارم .. حاسم ..جاد جدا جدا .. المرح في حياته قليل جدا

0 حياته منظمة إلى  أبعد حد .. هادىء .. يركز بشدة ..وبدقة في عمله

0 يقصد ما يقول .. ويقول ما يقصد ..واضح.. إلى ابعد الحدود

0 كلامه قليل .. كلمة ونصف

0 أي مؤسسة تعتمد أساسا .. على هذا الإنسان

0 صارم في تطبيق خطة العمل..  مهما كانت

0 واقعي .. عنده كلمة شرف .. وإذا قال .. يلتزم بما قال

0 يفضل أن ينظم الأمور من حوله

0 يتحمل المسئولية..  من الطراز الأول 

0 قوته في التزامه بمبادئه .. وإحساسه بمسئوليته

0 عنده ولاء صلب .. لا يتزعزع ..مخلص جدا

0 مثال…. عمر بن الخطاب .. رضي الله عنه

 0 ينفذ المهمة الموكلة إليه .. على أكمل وجه ..وبطاقة مستمرة .. وبدون كلل

0 يستطيع مواجهة المعترضين.. بكل قوة.. وصلابة ..ولا يهاب  أحدا

0 يفضل أن يعمل لوحده .. ولكن أيضا يعمل ضمن فريق عمل

0 يقيم الناس على.. نتائج أعمالهم .. وليس من هم 

0 احترام بالغ للحقائق .. ولا يحب الخيال 

0 واقعي .. عملي .. منظم للغاية

0 عاقل جدا ومتزن ..مستقل في رأيه.. ولا يقلد الآخرين

0 لا يميل للمرح ..يلتزم بالأصول والنظام.. والترتيب.. والقانون .. يلتزم بالمواعيد

0 قوته في صلابته .. وهذا ما يكرهه  الناس فيه

0 عنصر ثبات قوى للغاية .. في أي مؤسسة يكون فيها

0 متين .. متماسك..  ثابت ..لا يهتز    

******

16 – المنطوي .. الحسي .. المفكر .. المدرك بحواسه …………. (   صاحب المهارات اليدوية   ) .. (  ISTP   )

0 هادىء جدا .. محافظ ..لا يبادر بالكلام ..عميق التفكير داخل نفسه

0 يثق في التجربة .. أصحابه قليلون

0 يراقب الواقع .. يعيش اللحظة .. واقعي

0 لديه قدرة فائقة على التفكير .. مرن ..تلقائي .. متكيف مع الأحداث

0 يشاهد الأحداث من حوله .. بكل برود .. يقرأ ما بين السطور

0 لا يتكلم عن نفسه .. غامض

0 مخه يعمل كالكمبيوتر ..في الدقة.. والاستمرارية 

0 محايد .. موضوعي .. منصف .. عادل .. عقلاني .. منهجي

0 أحيانا يكون مرح ..بشكل غير متوقع

0 صارم .. عقلاني بحت

0 ممتاز في استنباط اصل المشكلة ..وتحليلها بشكل منهجي.. عقلاني.. ثم يعطيك خطة ..منهجية عقلانية.. لحل المشكلة

0 يهتم بالسبب..  والنتيجة 

0 يهتم بالأمور المادية .. اليدوية

0 لديه مهارات فائقة ..في مراقبة الأحداث من حوله  

0 قدرة كبيرة على التحرك..  لحل المشكلة.. بمنتهى الكفاءة .. ولكن بأقل جهد ممكن

0 لا يحب النظريات.. ولا الخيال .. ولكن واقعي..  عملي

0 يكره الروتين والنظام ..الذي يقيد الحركة

0 يستمتع بالتحدي .. خصوصا المشاكل المعقدة.. الكبيرة ..يستمتع بحلها

0 تغلب عليه المصلحة الذاتية ..الشخصية .. بدون أنانية.. ولكن بعقلانية

0 يتناقش بأقل جهد .. واقل عدد من الكلمات

0 يؤمن بالمساواة بين الناس

0 يتحمل الظروف .. يتعامل مع أنماط مختلفة.. من البشر

0 يغضب من الناس ..عندما يضيعون وقته.. ويكون شديد ..صارم معهم  

0 يعشق الاستقلالية في حياته .. ولا يحب أن يتطفل عليه احد

0 يقرر حياته بنفسه .. قراره ملكه فقط

0 كثير النقد بطبعه .. نقده موضوعي .. وليس شخصي ..( لا يتأثر بالأشخاص )

0 قوته في عقله .. نبيه ..ذكى .. لماح .. لا يخدعه احد

0 مفتاح شخصيته.. في أن تسأله.. بصورة منطقية.. عقلانية

0 كلامه عقلاني .. جاف .. محايد ..ولكن لا يقصد أن يجرح احد

 

******************

 

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ

وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

 

نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية

Continue reading نبوة محمد وانجراحه وجنسانيته – مقاربة نفسية

فاعلية المسلم

Continue reading فاعلية المسلم

نهوض الأصل

Continue reading نهوض الأصل

الماركسية تضل الطريق

Continue reading الماركسية تضل الطريق

تجليّات الأمل – جماعة الواحديين: المبادئ

Continue reading تجليّات الأمل – جماعة الواحديين: المبادئ

النورانيــ دعوة حسن ميّ النوراني ــة

Continue reading النورانيــ دعوة حسن ميّ النوراني ــة

مواقع ومجلات ومراكز دراسات فلسفية

 دليل مواقع الفلسفة على الشبكة

 

  

  1. 1.      FISP ، الاتحاد العالمي للجمعيات الفلسفية.
  2. 2.       Athenaeum Library of Philosophy (المكتبة الأثينية للفلسفة).
  3. 3.       Ephilosopher  ، (الفيلسوف الإلكتروني).
  4. 4.        ، (وصلات إيبستيمة) EpistemeLinks.
  5. 5.      Noesis: Philosophical Research On-line ، (نويزيز للبحث الفلسفي أونلاين).
  6. 6.      The Intute ، (انتيويت – الفنون والإنسانيات للمصادر البحثية والتعليمية).
  7. 7.       Philosophy Around the Web ، (الفلسفة حول الشبكة).
  8. 8.      Eastern and Western Philosophy ، (فلسفة الشرق والغرب).
  9. 9.      PHILWEB ، (فلسفة الشبكة).

10. The Radical Academy ، (الأكاديمية الراديكالية).

11. The Window – Philosophy on the Internet ، (الشباك، فلسفة على الإنترنت).

12. Experimental Philosophy ، (الفلسفة التجريبية).

13. Philosophy at UNESCO ، (الفلسفة في اليونسكو).

14. Dictionary of Philosophy ، (قاموس الفلسفة).

15. Ph Online ، (فلسفة أونلاين).

16. Secular Philosophy ، (فلسفة علمانية).

17. The internet encyclopedia of philosophy ، موسوعة الإنترنت الفلسفية.

18. Philosophy on the EServer ، الفلسفة على الخادم الإلكتروني.

19. Erratic Impact ، قاعدة البحث الفلسفي.

20. The Philosophy Documentation Center ، مركز التوثيق الفلسفي.

21. الفلسفة المعاصرة، الفلسفة النقدية وفكر ما بعد الحداثة ، ( Martin Ryder Colorado, Denver).

22. After Postmodernism ، بعد مابعد الحداثة.

23. HUMANUM ، موقع بحثي في الفلسفة.

24. International Society For Philosophers ، الجمعية الدولية للفلاسفة.

25. Philosophy Professor، بروفيسور الفلسفة.

26. Radical Philosophy Association،  جمعية الفلسفة الجذرية.

27. Philosophy Pages، صفحات فلسفية.

28. Internet Public Library ، مكتبة الإنترنت العامة.

29. Librarians’ Internet Index ، فهرس الانترنت لأمناء المكتبة.

30. AllAboutPhilosophy ، كل شيء عن الفلسفة.

31. أرشيف الماركسيين على الإنترنت.

32. Hinduism ، الفلسفة الهندية.

33. Center For Critical Realism ، مركز الواقعية النقدية.

34. Philpapers، بحوث في الفلسفة على الشبكة.

 مواقع اخرى..

 

  • الجمعية الفلسفية المغربية
  • الجمعية الفلسفية المصرية
  • الجمعية الفلسفية اليمنية
  • منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين
  • منبر الدكتور محمد عابد الجابري
  • المفكر المغربي محمد سبيلا
  • فلاسفة العرب
  • أكاديمية الفكر الجماهيري
  • موقع المفكر العربي الليبي مهدي امبريش
  • صفحة البروفيسور “أندريس مارتينيث لوركا”
  • تطاون العامرة: منبر التفكير في المكان المشترك
  • مقدمات الفكر المدائني
  • الفدان: جريدة الأخبار الثقافية التطاونية
  • ملتقى ابن خلدون
  • موقع الفلسفة (فضاء أبي يعقوب المرزوقي)
  • مقالات محمد بلال أشمل في مجلة “الكاطوبليباس”
  • مقالات محمد بلال أشمل في متن جامعة لاريوخا
  • الجمعية الكونية السورية
  • Asociacion de Hispanismo Filosofico
  • Proyecto Filosofía en español
  • Filosofía en el UNESCO
  • La Falsafa en el Feddān
  • ORTEGALOGIA
  • Ortega en Tetuán
  • ¿Cómo hacer filosofía entre dos extremos?
  •  

    دليل المجلات الفلسفية

     

     

    أ‌.      كتب ومجلات مجانية

    1. 1.          مجلة نفس Psyche.
    2. 2.         موسوعة ستانفورد للفلسفةStanford Encyclopedia of Philosophy.
    3. 3.         مشروع جوتنبرج Project Gutenberg.
    4. 4.         أرشيف الطبعة الإلكترونية arXiv e-Prints.
    5. 5.         أرشيف فلسفة العلم philsci-archive.
    6. 6.          كوجبرينتس CogPrints.
    7. 7.         أوراق بحثية فلسفية على الشبكة، Online papers in philosophy.
    8. 8.         مقالات في الفلسفة Essays in Philosophy.
    9. 9.         Institut Jean-Nicod ، (معهد جان نيكود جامعة باريس).
    10. 10.   Philosophy Now ، (الفلسفة الآن).
    11. 11.   TPM ، (مجلة الفيلسوف).
    12. 12.   Notre Dame Philosophical Reviews ، (مراجعات نوتردام الفلسفية).
    13. 13.   Philosopher’s Imprint ، (بصمات الفلاسفة).
    14. 14.   Érudit Philosophiques ، (إيروديت فلسفية).
    15. 15.   Methods ، مجلة الفلسفة القديمة، جامعة كيوتو.
    16. 16.   Radical Philosophy ، فلسفة جذرية.
    17. 17.   Postmodern Culture ، ثقافة ما بعد الحداثة.
    18. 18.   Essays on the Philosophy of Technology ، مقالات في فلسفة التكنولوجيا.
    19. 19.   أفكار، مجلة فكرية إلكترونية.
    20. 20.   مدارات فلسفية.
    21. 21.   مراجعات فلوريدا الفلسفية.
    22. 22.   المجلة العالمية للفلسفة التطبيقية.
    23. 23.   مجلة الدراسات العربية والإسلامية.
    24. 24.   مجلة الفلسفة والعلم والقانون.
    25. 25.   Prolegomena – مجلة في الفلسفة.
    26. 26.   الكلمة – تصدر عن منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث.
    27. 27.   مجلة المستقبل العربي.
    28. 28.   فكر ونقد – مجلة ثقافية فكرية.
    29. 29.   مجلة مدارك.
    30. 30.   Philosophical Frontiers ، جبهات فلسفية – مجلة الفكر الصاعد.
    31. 31.               Free Philosophy Essays ، مقالات فلسفية مجانية.

    ب‌.  مجلات فلسفية غير مجانية

    1-  مجلات عربية

    1. 1.     مجلة الجمعية الفلسفية المصرية.
    2. 2.      مجلة الجمعية الفلسفية العربية.
    3. 3.     الفلسفة والعصر.
    4. 4.     عالم الفكر.
    5. 5.     حوار العرب.
    6. 6.     المواقف، – مجلة الدراسات والبحوث في المجتمع والتاريخ.
    7. 7.     أيس، فضاء العقل والحرية.
    8. 8.     مجلة حراء، مجلة علمية ثقافية فصلية.
    9. 9.     تحديات ثقافية، مجلة فكرية عامة.

    10.دراسات فلسفية.

    11.المجلة التونسية للدراسات الفلسفية.

    12.المعرفة – منشورات وزارة الثقافة السورية.

    1. 13.     المنار الجديد – مقالات وأبحاث في فلسفة الدين وشئون الاجتماع والعمران.
    2. 14.     الفكر العربي المعاصر.
    3. 15.     المقدمة.

     

    2-  مجلات باللغة الإنجليزية.

    هذه القائمة تضم بعض أهم الدوريات الفلسفية الصادرة بالإنجليزية

    1. 1.      Philosophy of Science فلسفة العلم.
    2. 2.     مجلة الفلسفة،  The Journal of Philosophy
    3. 3.      عقل، Mind.
    4. 4.        مجلة “دراسات الفلسفة الإسلامية”Journal of Islamic Philosophy.
    5. 5.       فلسفة، Philosophy.
    6. 6.     Philosophical Studies ، دراسات فلسفية.
    7. 7.     Think ، فكر.
    8. 8.      مراجعات فلسفية، Philosophical Review.
    9. 9.      ميتافيزيقا، المجلة الدولية للأنطولوجيا والميتافيزيقاMetaphysica.

    10. FPR ، مراجعات فلوريدا الفلسفية.

    11. IJPS ، المجلة الدولية للدراسات الفلسفية.

    12. Critical Inquiry ، تساؤل نقدي.

    13. Islam & Science ، الإسلام والعلم – مجلة المنظور الإسلامي للعلم.

    14. Journal of Philosophical Research ، مجلة الدراسات الفلسفية.

    15. The Philosopher ، الفيلسوف.

    16. The Philosophical Quarterly ،  الفلسفية ربع السنوية.

     

     

    مراكزثقافية وفلسفية للدراسات العربية والإسلامية

    يهدف هذا الجزء إلى التعريف بأهم مراكز الدراسات التي تمتلك مشروعا علميا للبحث الفكري والفلسفي العربي بمستوياته المختلفة، سواء في الدول العربية أو غير العربية. والقائمة التالية هي قائمة مبدئية، ولسوف يتم استكمالها مع مرور الوقت ووصول المعلومات اللازمة عن هذه المراكز من هذه الجهات ذاتها. وبالضغط على كل اسم يمكن الوصول إلى المعلومات الخاصة بأنشطة كل مركز.

    ولأن المراكز العلمية تختلف بحسب أهدافها ودرجة معالجتها النظرية لموضوعاتها، لذا سوف تتضمن القائمة المراكز التي تهتم بالفكر الفلسفي النظري وبالفكر الإسلامي وبالفكر السياسي، والفكر الإجتماعي العربي. والمعيار هو أن يتضمن جانب من أنشطة المركز أبحاثا فلسفية نظرية في المجال الذي يهتم به المركز نفسه.

     

    ‌أ.      مراكز عربية

     

    1. 1.      مركز دراسات الوحدة العربية.
    2. 2.      مؤسسة ابن رشد للفكر الحر.
    3. 3.      مؤسسة الفكر العربي.
    4. 4.      المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت.
    5. 5.      المجلس الأعلى للثقافة – مصر.
    6. 6.      مركز دراسات الشرق الأوسط – الأردن.
    7. 7.      بيت الحكمة، المجمع التونسي للعلوم والفنون والآداب.
    8. 8.      جائزة الشيخ زايد للكتاب.
    9. 9.      مركز الشرق العربي – للدراسات الحضارية والاستراتيجية.

    10. مركز الدراسات الإسلامية – دمشق.

    11. مؤسسة المنصور الثقافية.

    12. المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث.

    13. مركز آفاق للدرسات والبحوث.

    14. الحضارية – معهد الأبحاث والتنمية الحضارية.

    15. المعهد الملكي للدراسات الدينية.

    16. مركز دراسات فلسفة الدين.

    17. مركز البحوث المعاصرة.

    18. وقفية الشيخ على عبد الله آل ثاني للمعلومات والدراسات.

    19. مركز الجزيرة للدراسات.

    20. مؤسسة طابة.

    21. مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

    22. مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

    23. بوابة العلوم الاجتماعية العربية.

    24. المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو.

     

     

    ب. مراكز غير عربية

    1. 1.      معهد آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية.
    2. 2.      أكسفورد للدراسات الإسلامية.
    3. 3.      دار الحكمة – مركز الدراسات الإسلامية والإنسانية.

     

    الحرب العالمية الثانية


    تحرير اوروبا
    في مستهل مايو/ ايار عام 1945 كسب الإتحاد السوفيتي الحرب، ولم يبق على جنوده المنتصرين سوى تحرير اوروبا الشرقية من نير النازيين…

    عبر التاريخ المنبوذة
    هل يمكن اعادة كتابة التاريخ؟ نعم ذلك ما يفعله القادة السياسيون و اشخاص في العديد من الدول و لكن لا يمكن حذف بطولات الابطال و جرائم الاعداء من ذاكرة الناس .

    معركة كورسك
    خمسون يوما، بلياليها، من البسالةوالدماء وشراسة القتال. الارض تحولت الى رمادفي اكبر معركة للدبابات شهدتها الحرب العالمية الثانية. “معركة كورسك”

    المزيد من المعلومات عن المعركة


    سر الحرب الكبير- الجزء الاول
    في هذه الحلقة سوف نتحدث عن سر نشوب الحرب العالمية الثانية و عن اللعبة السياسية السرية التي مارسها كل من ستالين و هتلر و القادة الاوروبيون و التي سماها فيما بعد المؤرخون بـ “اللعبة الكبرى”.

    سر الحرب الكبير- الجزء الثاني


    المعركة من اجل برلين
    في عام 1945 ابدت القوات الالمانية النازية مقاومة ضارية للجيش السوفيتي دفاعا عن كل متر من ارض برلين. واستمرت المعركة من اجل برلين اسبوعين واصبح العلم الاحمر الذي نصب على مبنى الرايخستاغ رمزا للانتصار على الفاشية.

    معركة موسكو
    هذا الفيلم الوثائقي يتحدث عن صمود الشعب السوفيتي في فترة الحرب العالمية الثانية و خاصة في مدينة موسكو حيث جرت بالقرب من هذه المدينة معركة سميت “المعركة من اجل موسكو”.
    المزيد من المعلومات حول

    الحرب الوطنية العظمى و معلومات حول المعركة من اجل موسكو


    اطفال ستالينغراد
    يتحدث هذا الفيلم الوثائقي عن معاناة الاطفال في فترة الحرب العالمية الثانية في مدينة ستالينغراد السوفيتية التي جرت فيها المعركة المشهورة و هي معركة ستالينغراد. يمكنكم قراءة المعلومات عن تاريخ
    الحرب الوطنية العظمة و كذلك قراءة معلومات عن معركة ستالينغراد.

    ترامواي لينينغراد المحاصرة
    في عام 1941 في زمن الحرب العالمية الثانية اصبحت بطرسبورغ التي كانت تسمى لينينغراد حين ذاك منقطعة عن بقية البلاد بطوق من القوات النازية و استمر حصار المدينة 900 يوم يتحدث هذا الفيلم عن حياة سكان مدينة لينينغراد في فترة الحصار.
    يمكنكم قراءة معلومات عن الحرب الوطنية العظمة و كذلك عن حصار لينيغراد

    سر الحرب الكبير الجزء الثاني
    في العاشر من مايو 1941 في الساعة الخامسة و خمس واربعين دقيقة اقلعت من مطار مصنع “مسرشميت” الألماني في اوغيس بورغ طائرة عسكرية بمقعدين متجهة الى الشمال الغربي و بعد اربع ساعات بلغت شواطئ سكوتلاندا و على بعد اثني عشرة ميلاً من ضيعة “دوك هاملتون” قفز الطيار الذي يرتدي حلة نقيب بالقوات الجوية الألمانية بالمظلة و بعد بضع ساعات ابلغت مخابرات الدول الكبرى حكوماتها ان هذا الشخص انما هو رودولف هيس اقرب اصدقاء هيتلر و اكثرهم ولاء و ذراعه اليمنى.

    سر الحرب الكبير الجزء الاول