Category Archives: أدب وفن

الرقص – الفوائد الصحية Dance – health benefits

Continue reading الرقص – الفوائد الصحية Dance – health benefits

رواية – محراب البهجة

Continue reading رواية – محراب البهجة

للشهيدين إياد وعمر.. قصيدة

الشاعرة الفلسطينية الأردنية عطاف جانم. ولا الغردق المشتهى في الضفاف. إهداء إلى روح الشهيدين إياد عواودة وعمر أبو ليلى.قصيدة وصورة

شعر علي جعفر العلاق – أشــمّ الريحَ: أشلاءٌ وهمهمةٌ، وفي مفتتح النصّ بقاياها ..

Ali Jaafar Al Allaq

أشــمّ الريحَ: أشلاءٌ وهمهمةٌ، وفي مفتتح النصّ بقاياها ..
متى تهطلُ من قيثاريَ المرضوضِ أنثايَ؟ متى تـبزغُ 
من كفّيَ هاتينِ ؟ سروجٌ دونمـا خيلٍ، ونارٌ في فضـــاءٍ 
ممطرٍ عُـريانْ ..

حصىً يفِلقـه الرعْــدُ ولا كمْــأةَ، ريحٌ صرْصرٌ تعوي 
فتُقْفِـرُ فجــــأةً أرضٌ … فـلا لغـةٌ … ولا غِـزلانْ ..
نسـاءٌ يتشمّمنَ الحصى والرعْدَ في أنهــار” أوروكَ ” 
ينـــــادين البـدايـاتِ السـحيقـةَ: غيـمةٌ تعـــرى، وحبـرٌ 
يتعــالى الآنْ ..

نصٌ ضائعٌ في الريحِ أم في شــهوة النارِالتي تعصفُ
بين اثنـينِ ؟ أمضي في ركـامِ الـورقِ الـذابلِ: أمطــارٌ، 
جـذاذاتٌ ، رمـوزٌ، وقعُ أقـتدامٍ ، كناياتٌ ، ورعْـدٌ يهبُ 
الكمْـأةَ للرعيانْ ..

مهرجان الشعر- فى الحب

حسن مى النورانيد. إياد صلاح اقطيفانعبد الله عبد الشافى
رؤوف حناوىعماد غزالى

حسن مى النوراني

يَعْصُرُ الدُجَى
فَتَاتِي التِيْ
قَفُصُ الصَدْرِ يَحْبِسُها
بِكْرَ الرَبيعِِ جَمْراً يمضُغُ مُقْلَتَيْها
تَحْضُنُها رُوحٌ تَجْتاحُ بَقَايا الطُفُولَهْ
تَزْرُعُ الَمَراثِيْ
مَرَايَاهَا
يَشُوبُها الصَمْتُ تَحْ
صُدُها اَلْ
فَيـــــَــاْفِـــــــيْ
تَهْجُعُ في رَمادِ الصُبْحِِ تَذْرُوْهَا
أَرَاوِيجُ الضُحَى
تَغْفُوْ
تحَمْلِهُا الرَجْفَهْ
أَلْمَطْرُوْدَةُ مِنْ
مَمْلَكِةِ الشَوْكْ
الريحُ تجثو لهَا
والبَحْرُ الذي في السَمَاواتِ
يَعْجِنْ
خُبْزَاً لَها
وتَجْدِلُ الشَمْسُ إكْلِيْلَ النُوْرِ لهَا
وَرْدَنْ
مِنْ
بَهْجَتِنَـــــــــــــــــــا
عَرُوْسَــــــــــــــــــــنْ
يُزَيِّـنُ هَلْ
قَمَـــــــــرْ
تَصِيْحُ دُيُوكُ الحَارَهْ
يُقَعْقِعُ الجهلُ في حَوْمَتِنا
الليْلُ يَنْفَلِقْ
وَفي صَخَبِ الْلَهْوِ تُرَاقِصُنِيْ
ونُصَلِّيْ

19/10/1999


 عماد غزالى

بلا رفيف .. يعبر المســـاء

لا ..
لا صوتَ للحَجَل ..،
يمرُّ ســابحا هناكَ
أو هنا
لا صوتَ ..لا
كنتُ أرى وجهى
على فُرشاةِ تلك الأجنحة
مثلَ شمسٍ تتمهّل
كنتُ أرى وجهى
بلا أدنى وجل ..
وفمى – منتشياً –
يعبُّ من زجاجةِ الزمانْ
وانطلقت نافورةُ المعنى
خيوطاً من لغاتٍ
وعيونا تتهلّل
كانت الأُنـثى
مزيجاً من غناء الكونِ
والثمرِ المحرّمْ ،
كانت تقاطيعُ الوجوهِ
الإنحناءاتُ

الوشيشُ الصاخبُ النهدينِ
أصفى من يدٍ مضمومةٍ ..
شفةٍ تحرّقها القُبل .
لا صوتَ للحجل ..،
حينما يعبرُ وجهى
ولا ينهلُ من تاريخه الملقى
على رمل الطريق .
الآنَ شئٌ غامضٌ
ضبّبَ هذا السطحَ
خلاّهُ كطلّ
صارَ وجهى حائلا
بينى وبينى
صارَ ظِلّ .
لا صوتَ للحجل ..،
ومطايا الليلِ تدرجُ
عبر زاويةٍ
وتدلفُ فى خجل
تغزلُ الرحلةُ
أشــلاءً من الفوضى
طيوراً ترتحل
خلف غِزلانِ الزلل
لا صوتَ للحجل ..،
أســرعَ هذا النبضُ
من إيقاعهِ

وترامى فوق دغل
تُصلبُ الأناتُ فى أحراشهِ
وعيونٌ من مخاليقَ حيارى
ينسكبُ الترتيلُ من أفواههم
لا محضُ قولْ
تنطلقُ الرقصةُ
شقّاً فى جدار الليل ،

تنصهرُ الحنايا
بأريجٍ موغلٍ
وصراخٍ يتبتّل
لم أكن إلا عيوناً تتأمّل
وشفاهاً
تنسجُ الأغنيةَ السكرى
وروحا تتململْ
وانفلتت نفسى من التسليمِ ،
طارت
صوبَ أسرابِ الحجل
وأطفأت نارَ الأُوَلْ
لا صوتَ
لا..
يمرّ سابحا
هناكَ
أو هنا

لاجرحَ يندمل
لا رجعَ للحروف
فى غابةِ الأزل
والسحاباتُ التى طالتْكَ
أو طاولتَها محتدما
ترجمكَ الآنَ ،
شظاياكَ تواعدْنَ على الفُرقةِ ..
جزءا
فجُزءا
فى مدارٍ موحشٍ
قد تكتمل .
فاسترحِ الآنَ
على مقعدكَ النائى
ومُرِ النادلَ ماشئتَ
ونلْ
كلَّ أكوابِ الملل
من غير معنى واحدٍ
يخطفُ عرىَ الروحْ
من غيرِ
هلْ .


د. إياد صلاح اقطيفان

سيدي القاضي

في هذه القصيدة …أراني مُتهماً ومجنياً عليه ..وأُدافعُ فيها عن نفسي… وأستمعُ لشهادةِ المُحَلَّفين.. وأنطقُ بالحُكم نيابةً عن القاضي…

ما كان ظني في الهوى أنّكِ تَكذبينْ
و تُرددينْ! .. تَحلِفينَ.. وتُغْلِظــينْ !
بالرغم أَنّكِ تعلمين .. في القولِ أنَّكِ تَكذبينْ
ورُغمَ ذلك تَهْجُرينْ..!!!
أوَلســتُ مَنْ قد كُنْــتِ دوماً حين يُنشِدُ
تَطْربيـــنْ
و إذا أتيتُ بكلِ جارحةٍ بروحكِ تُقبلين ..
و تَضحكيـــنْ
وكمثلِ كل فَراشَــةِ تَتراْقصيــنْ
بالرغم أنكِ تعلمينْ
في الفعلِ أنَّكِ تَكذبينْ
أفلا تَذْكُرينْ؟!
عيداَ مضى .. قد كنتِ به دوماًِ تَفرحينْ
رُوحاً بها قد كنتِ دوماً تَسْكُنيــنْ
وشذاً و عطراً كنتِ دوماً تنثرينْ
و تهللين َو تمرحين ْ
بالرغم أنّكِ تعلمينْ..
عِلم اليقين .. في الحبِ أنَّكِ تَكذبينْ ..

و تَهْجُرينْ! .. تَعْبَثــينَ.. وتهذرينَ.. وتَقْتُلين!!ْ
هذا هو الحبُ الذي يا حسرتي ما تَعرِفينْ !
هذا هوَ العهدُ الذي بِرموشِ عينكِ تَحفظيـنْ؟!
أحقاً تَظُنيني حجراً .. و أنتِ بِهِ للهوٍ تَعْبَثــينَ
استيقظي من غفوةٍ .. لا بد إنّكِ تَحْلُمينْ.. !!

يا سيدي القاضي..
حكيت حكايتي .. لكنْ و ربُكَ لستُ أدري
من هنا المديون … ومن منا المدينْ
لكنني سأظل مرفوع الجبينْ
يا سيدي القاضي ..
ماتَ الهوى مُتأثراً بِجِراحهِ
و مضى إلي القبرِ الحنينْ

وأنا ذاهبُُ.. أنا راحلُُ
للبحثِ عن وطنٍ .. عن حبٍ بلا أدنى أنين
في الغيب أبحثُ عنْ بِداياتي
على مر السنينْ 


رؤوف حناوى

إليك

وَيَحْكي دَفْقَ لُجَّتِهِ اشْتِياقي
وَآناً ..بالحنينِ إلى التَّلاقي
وَما أشْهَى .. تباشيرَ العناقِ! وَبالأجْفانِ والهُدُبِ الرِّقَاقِ
كَأَنَّكِ في الحَشا .. أو في المَآقي
ولا يُطْفي الظَّما.. إلاّكِ .. ساقِ
أأنتِ البحْرُ؟ أم أنتِ السَّواقي؟ رَفيفَ الأمسِ بالذِّكَرِ العِتَاقِ
ولكن الجَوانحَ باصْطِفَاقِ”
تُؤَلِّقُهُ النَّوى .. أيّ ائْتِلاقِ!
وَتُضْرَمُ بالجَوى ، بَعْد الفِراقِ
وَجيعُ “الصَّدرِ”، يَحْكي ما ألاقي
وَرَسْمُكِ في ضَميرِ القلبِ ..بَاقِ؟فَيُطْرِبُني الـهَوى.. رغْمَ احْتِرَاقي
وَما أنتِ؟.. قُيودٌ في انْعِتَاقِ؟
كَما أنتِ الرِّمالُ على السَّواقي؟
كما أنتِ الغُروبُ على المـآقي؟
فَلا ألْقى لهذا الوَهْمِ راقي؟
وَلامَ تَوَهُّمي .. كُلُّ الرِّفَاقِ
يُجَاذِبُهُ النُّحولُ الى .. سِباقِ
مَقامَ الذَّاتِ، في البَدَنِ الـمُعَاقِ!
يُحَدِّثُ فيكِ مَوْجَ البَحْرِ، قَلبي
وَيَزْخَرُ مَدُّهُ ..بالوَجْدِ آناً
فَما أحْلى أراجيعَ الحَنَايا أرَاكِ بِخَافِقي، وَبِنُورِ عَيْني
فَتَخْفِقُ مُهْجَتي، وَيَرِفُّ جَفْني
وَتُشْعِلُ ذِكْرَياتُكِ شوْقَ نفسي
فَأَنهَلُ عَذْبَها .. وأَظَلُّ ظَامي إليْكِ القلْبُ رَفَّ بِجَانِحَيْهِ
“فَمِن خَيْطِ السَّكِينةِ لي رداءٌ
صَبَرْتُ ، إذِ الهَوى جَمْرٌ دَفينٌ
فَإذْ بالنارِ توقَدُ في ضُلوعي
فَيولَدُ في أمَاسيهَا قَصيدٌ
أتُطْفِيءُ نارَ أشواقي سُطُورٌتُعَذِّبُني النَّوى . والأَمسُ عَذبٌ
فَما أنتِ؟..صُدُودٌ في وِصَالٍ؟
وَهَل أنتِ الجَداوِلُ في البوَادي
وَهَل أنتِ الشُّروقُ على الحَنايا
أأنتِ الوَهْمُ خُطَّ على دِمائي
ألا .. لو كُنْتِ حُـلْمَاً في خيالي
وَسَابَقَ خُطْوَتي الحَيْرى ..ذُهولٌ
لَظَلَّ هَوَاكِ في نَفْسي مُقيمَاً

عبد الله عبد الشافى
من ديوان فى انتظار الظل

هيــــــــــــــــــــام

 أحب الكون لمَّـــــــــــــا يكون 0000
حلــــــــــو جميل و صافي
أحب الطفل لمَّـــــــــــا يـِكِنْ 0000
في حضن أمه الدافي
و ما أحبش المتعافي
دايماً علي خلق الله
و أكره صرخة الآه م المظلوم
و أحب لمة القوم
تحت القمرة
و يَّــــــــا النيل
و كل أصيل تعبه الشوق ما بينام
و أموت في حبك يا هيــــــــــام
كما المسلم في حب الدين
و طفل صغير للوالدين
و أعشق سكتك مشاويري
و لو طالت فيها الخطاوي
ما أنا غاوي
أتوه في درب
أعيش لحبك
أكون بقربك
دي نبرة صوتك تهز جوفي
يزيد خوفي علي كيانك
دم روحي يهون علي شانك
و علشـــــــــــــــــــــــانك 00
أشيل كفني علي أيدي و أحارب النار
و أفك عنك ألف حصار
و أكـــــــــــــون بتــــــــــــــــــــار00
ليد الظلم
أصحاب الليل
أخاصم النوم
أبداً ما يهزني
من نحيتك أي كلام
ياحتة مني 000
يا هيــــــــــــــــــــــــام
ما أنا من صغري في اللفة
عاشــــــــق صورتك
ومين في الدنيا يعرف قيمتك
غيري أنا ؟!!
أو هبته تساوي هبتك
و علشـــــــــــــــــــــــانك
أتغــــــــــــــــــــــــرب
و أربط بطنــــــي بحزامي
و أشوف الموت قدامي
ما أنا الحامي 000 لحدودك
و أنا الفاكك 000 لقيودك
ما أنا السداد
و أنا المدَّاد 000 لخطاويكي
و المطرب لغناويكي
و الحاكي حواديتك
و شجرة جميلة 000
تطرح ضل علي بيتك
مطر صافي 000
بيروي زرعك في غيطك
أنا كتابك في مكتبتك
أنا زرارك في مريلتك
أنا صورتك لكل الناس
وف ليلك قمــــــر ونَّــاس
عاشـــــــــــــقك
و عاشق أهلك و ناسك
و مناسك قوانينك
و يتعب قلبي أنينك
و أقول من تاني زي ما قلت
عاشقك و أنا في اللفة
و أحب العفة في عيونك
أحب الكحلة في جفونك
أحب الحنة علي كفك
و ينزف دمي علي شرفك 000
لو فكر 00 يمسه جبــــــــــــان
و أموت في جمالك الفتان
و كلامك في المليان
د ه أبداً ما بينا كان
و لا هـ يكون 000
أي خصـــــــــــــام
ياحتة مني 000
يا هيــــــــــــــــــام
ياحتة مني 000
يا هيــــــــــــــــــام0

المصدر: http://www.arabworldbooks.com/ArabicLiterature/poetry9.htm

الباليه… رقصة العصور!

الباليه هو احد فنون الرقص إلى تعبر عن مشاعر ورغبات  وتطلعات الانسان منذ اقدم العصور وهذا الفن كغيرة من الفنون مر بمراحل عديدة اضفت عليه خصائص وسمات متابينة. ففى البدء كان الرقص فنا فطريا او عفويا رغم قدرة الانسان الطبيعية على اداء الموضوعات التي تهم عالمه ومنها ما يتصل بالعلاقة الرابطة بينه وبين الالهة والطبيعة . وكان الرقص واسطة التعبير عن الفرح والقهر والخصب والقحط والأمل واليأس ثم طرا عليه التغير والتطور شانه شان بقية الفنون وقد كان لتطور مراحل الانسان عبر التاريخ تأثير كبير على تكوين ونشوء فنون الرقص المختلفة من شعب إلى آخر وقد تنامت تلك الفنون ووصلت اوج تطورها.
يعد الانسان هو الاداة الرئيسية الخالقة للحركة والتي تعتبر عماد هذا الفن والوسيلة الناقلة والمعبرة عن عالم الإنسان وإذا تتبعنا تاريخ نشوء مصطلح “باليه” حيث يعود الفضل بظهور كلمه باليه الى دومنيكو دى بياشينزا ( 1470- 1390 ) عندما اطلق اسم بالو بدلا من دنزا “ الرقص “ ويعتبر اول عرض باليه هو ما قدمه بالتازار دى بوجويولكس فى عرضه باليه كوميك دي لارينى ( 1581 ) وقد اعتبرت التقنية العالية فى الرقص الجماعي والحركات تعزيزا لمركز ايطاليا كبلد رئيسي فى تطور الباليه الا أن العديد من المختصين في فن الباليه لا يرون أن هذا دليل على كونه البداية لفن الباليه .
يقول الدكتور محمود احمد حنفي فى كتابه ( فن الباليه ) ان الرقص هو اقدم الفنون الجميلة على الاطلاق وكان اتصاله بالموسيقى وثيقا فاستخدمت الادوات الايقاعية في تنظيم حركاته و تقويتها وظلت تلك الادوات ملازمة له منذ النشأة كذلك لم تعرف الشعوب الفطرية والمدنيات القديمة في بادئ عهدها الغناء الا مقرونا بالرقص لذلك كانت الموسيقى بعنصريها الأساسين : (الايقاع – النغم ) في خدمة الرقص.
وقد يعجب المرء حين يعلم ان هذا الفن وثيق الاتصال بتراثنا القديم فإننا نرى في نقوش الأسرة الخامسة حوالي 2500 سنة ق.م نساء يرقصن جماعات رقصا بسيطا يشابه تماما احدث انواع رقص الباليه… اما فن الباليه فقد ظهر اول مرة سنه 1581 في قصر فرساي بفرنسا و قد تالف هذا الفن كما هو عليه في الوقت الحاضر من الاستهلال ( prologue) و هو مقطع افتتاحي يعرض فيه المؤلف بعض أجزاء هامة ومؤثرة في تطوير موضوع الباليه الرئيسي وترتبط تلك الأجزاء يبعضها بشكل يوجد العلاقة الموضوعية بين الحدث المعروض حاليا وبين الحدث في الماضي وأثره في نمو وتطور الموضوعات والأحداث التي تتلاحق أثناء العرض.
أما إنتاج الباليه فيمر بمراحل فنيه و عمليه عديدة تشابه في اغلبها تلك المراحل التي تمر بها المسرحية غير ان المرحلة الفنية الأولى في الباليه تسمى ( لبرتو ) lebreto حيث يتم تحويل القصة إلى حركات مسرحية موسيقية تعبر عن المضمون.
وحول بدايات هذا الفن فسوف نجد ان البدايات كانت في عصر النهضة الثقافية فى أوروبا حيث بدا الناس يهتمون بقيمة جسم الإنسان ودوره وهو الأمر الذى دفع الاقتصاد والعلوم والثقافة الى الأمام بسرعة هائلة وفى ايطاليا مهد النهضة الثقافية استخدم الارستقراطيون والامراء الفنون كوسيلة وطريقه للتباهي بقوتهم الاقتصادية وزيادة نفوذهم السياسي حيث نافس بعضهم البعض الآخر باستثمار اموال ضخمة فى الفنون والثقافة وبفضل ذلك تطورت الفنون فى هذه الفترة تطورا مذهلا وفى ظل هذه الخلفية التاريخية نشا رقص الباليه على أساس الرقص الشعبي البسيط في القصور الايطالية وتطور من لعبة رقص إلى فن بأسلوب وحركات محددة وكان الباليه رقصا بسيطا للتسلية رقصه الارستقراطيين والأمراء أنفسهم فى حفلات القصور ومآدبها وفى زفاف دوق ميلانو عام 1489 عرض “رقص المأدبة” وهو رقصه نموذجيه لهذا النوع من الباليه وفى نفس الوقت ظهرت فى القصور وظيفه جديده وهى “استاذ الرقص”.
في القرن الخامس عشر جاء الملك الفرنسي تشارلز الثامن مع جيشه إلى ايطاليا وفوجئ باكتشاف رقص “الباليه بين المأدب” الأنيق والفاخر فجلب هذا الفن والفنانين الايطاليين إلى فرنسا وفى عام 1581 عرض فى زفاف أخت ملكة فرنسا لوسن اول مسرحية رقص باليه ضخمة في التاريخ بعنوان “الباليه الكوميدى للملكة” من تأليف موسيقار واستاذ رقص ايطالي وأصبح رقص الباليه جزءا مهما في حياة القصر الفرنسي في القرن السابع عشر.

المصدر: albiladpress.com

كيف نفهم الفن التشكيلي؟

استغل أحد الشباب تجمع مجموعة من الفنانين التشكيليين فى “بيت الشاعر”، وسألهم: إزاى أقدر أفهم اللوحة التشكيلية؟

أجاب الدكتور حسن عبد الفتاح مؤسس كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية قائلا: “فهم اللوحة يعتمد على تركيز كل منا فيها، من خلال تخيل عالم افتراضى موجود فى الصورة، لكن فى البداية نحن بحاجة إلى تدريب حتى نستطيع تذوق الفن ويصبح من ضمن الأنشطة التى يجب أن يمارسها من الصغر وخصوصا فى المرحلة ما بعد الثانوية العامة، فالفن التشكيلى لغة يتحدث بها كل العالم، ومحتاجين إننا نهتم بها أكثر فى مصر، مؤكدا أنه كما أن الكلمات لغة نفهم بها الشعر فالرسوم لغة ايضا نحتاج إلى تعلمها.

وأوضحت لطيفة كنعان الفنانة التشكيلية الفلسطينية، أن هناك عدة مدارس فى الفن التشكيلى، فالمدرسة الواقعية تصور الواقع، كما هو دون صعوبة فى فهمه أما التجريدية فيصور الفنان رسالته فى شكل هندسى لنبدأ نتسائل عن معنى اللوحة، فكل خط أو لون فى اللوحة يختاره الفنان بهدف معين”.

وأضافت “فى رأيى أن اللوحة الواقعية تحصر التفكير فى شىء واحد، أما الصورة السريالية فكل واحد يفكر فيها بطريقة مختلفة عن الفنان نفسه، لنصبح شركاء معه” 

واعتبر الناقد عبد الرازق عكاشة عضو مجلس ادارة صالون الخريف الفرنسى ان الفن حدث خارج من الانسان داخل الى انسان آخر، ولكل منهم معنى مختلف، والإنسان المستقبل موهوب ويستطيع أن يقرأ اللوحة ويفهمها لكن يحتاج أولا إلى التدريب، وأضاف ” الفن مرتبط بالقضايا الاجتماعية الموجودة فى المجتمع، وقديما كان انعكاس للحياة، والمتلقى مش من حقه يجعل الفنان يرسم شىء مباشر وإنما ممكن يوضح له بعض النقاط التى يسهل من خلالها تخيل اللوحة”.

تحدث عكاشة فى نهاية حديثه عن الفنانين الاوربيين الذين اشتهروا بلوحاتهم ينبهر بها كل العالم وقال “اليهود فى أوروبا استطاعوا أن يروجوا لهذه اللوحات واخفوا عيوب الفنانيين فدخلوا قلوب كل العالم، فمثلا ادعوا أن فان كوخ قطع ودنه بسبب حبيبته رغم أن الحقيقة هى أن أخاه “كوجان” هو الذى قطعها بعد خلاف بينهم على “خادمة” وأكد أن بداخل كل واحد منا فنان وموهبة يجب أن ينميها ويستغلها.

المصدر: اليوم السابع

حوار في ساحة الأقصى – قصيدة د. سعيد شوارب

قد أوْرقـت فـي مـدى عينيـكِ أسئلتـي
وأغرَورَقَتْ فـي مـدى عَينَيـكِ مأسَاتـي 
ناديتُهـا، وهــي بـالأحـزانِ ذاهـلـةُ
عنِّـي، أذوِّبُ فــي أحزانـهـا ذاتــي! 
مـن ألـفِ عـام وخطـواتـي معـذَّبـةٌ
كأنِّـمـا أنــا تـاريـخُ المعـانـاة !! 
لا تصمتـي وأجيبـي، مـن يُخبِّـئ لـي
هـذي الفخـاخَ علـى كـلِّ المـمـرَّاتِ 
كفّـي، ولا تذكـري الخنسـاء سيّـدتـي 
قد كـان “صخـرٌ” لهـا، عنـد الملمَّـاتِ
لا تجلديـنـي بصـخـر أو مـعـاويـة
شتـان مـا بـيـن فــرَّاسٍ وفــرَّاتِ 
شتـان مـا بيـن رأي لـيـس يُغـمـدُهُ
دَهـرٌ، ومـا بيـن تلفـيـقٍ التـعـلاَّتِ 
لـو أطّلعـتِ عليـنـا حـيـن يأخُـذنـا
ولِّيـت عـن حَــدَثٍ مـنـا وفــلاَّتِ 
إذا تبـارى، تـبـارى فــي مُـراوغـة
فاستَرهـبَ النـاسَ تزييـفُ العـبـاراتِ 
عجيبـةٌ نحـن، لا نخـفـي مواجعـنـا
كأنـنـا عـقـلُ حُـسَّـاد وشـمَّــاتِ 
دمـاؤنـا تتـلـوى مـثـل أحـجـيـة
سخيفـة فــي تـواريـخ الخـرُّافـاتِ 
نمضـي إلـى الـذلِّ أعناقـاً مطأطـئـةً
وفـي الـكـلامِ، بأعـنـاقِ الـزرافـاتِ 
أسيـرةٌ أنـت؟ حَـرفـي لا يُطاوعـنـي
مكسُـورةٌ بَيـنَ ذلِّ الأمــسِ والآتــي 
فكيـف ألقـى أبـي إن حـان لـي أجـلُ
وكـيـفَ أحـكـي لأولادي حكايـاتـي؟ 
وكيـف ألقـى صـلاحَ الديـن أو عمـراً
وكيـف أسـتـرُ ذلــي وانكسـاراتـي 
أقـولُ: مـلءُ ربـوع الأرض مسلـمـةٌ
تخطفتـهـا يـهـودٌ مــلءُ حــارات 
أقـولُ: مليـونُ بئـرٍ أتـرعـت ذهـبـاً
مُـنـضَّـراً، بـيــن زرَّاع وزيَّـــات 
وكلُّهـا.. كلُّـهـا أو كلُّـنـا احتَـرقـت
عقـولـهُ، فغرقـنـا فــي النفـايـات 
(كـم جئـتُ ليلـي بأسـبـاب ملفَّـقـة
مـا كـان أكثـر أسبـابـي وعـلاتـي)
علـى قميصـي دمـاءُ مـنـكَّ نـازفـةٌ
وفـي فمـي منـك مـاءٌ مـلء ياقاتـي 
واسيتُ.. واسيتُ لـو واسـى أخـو نـدم
وهل ستجديـك فـي البلـوى مواساتـي؟ 
كفيَّ دمُوعك مـاتَ السيـفُ مـن علـل
حزينـةٍ، زادهـا سـخـفُ الزحـافـاتِ 
والحرفُ، ما الحرف؟ وليَّ الحرفُ من زمنٍ
وأصبـح الـفـن تزيـيـفَ البُـطُـولاتِ 
فجـاءَ أشـعـرَ فـنـان أبــو لـهـب
تَبَّـت.. وأم جمـيـلٍ فــي الحكيـمـاتِ 
كل الحكايـا عـن الإسـلام قـد سقطـت
فـي القُـدسِ، وانكَشَفـت كـلُّ الرِّوايـاتِ 
صُوغي نشيدك مـن نـارٍ ومـن غضـبٍِ
فأنت أشعـرُ مـن فـي الأرض مولاتـي 
أمَّ المدائـن، يــا أمَّ الألــى زرعُــوا
في جبهـة الدهـر يـوم الفتـح راياتـي 
علـى مآذنهـا كـلُّ العصـور صـحـت
وفـي هُداهـا التقـت كــلُّ النـبـوات 
رسالـة لـكِ يـا أمـي ويــا أمـلـي
يا قـدسُ.. يـا قـدسُ يـا أم الرسـالات 
قومـي إلـى الحجـر القدسـي سيَّدتـي
وكبِّـري، ودعـي وهــم الشـعـارات! 
يـا طفلـةً مـلأت بالصخـر حجزتـهـا
لأنـــت أمـــي وأم المجـدلـيـاتِ 
خـذي حـزامـك للأحـجـار أوردتــي
وصيحـة الغضـب المكظـوم آهـاتـي! 
صـارت حجارتـك الشمـاءُ عاصمـتـي
وصـرت عاصمـة الإبحـار فـي ذاتـي 
صُبِّـي عيونـك فـي آفاقـهـم شُهـبـاً
زُرقـاً، وقولـي لأصـحـاب الحـداثـاتِ 
إنـي لأبصـر خـلـف اللـيـل ألـويـة
حمـراً، ومـا كذبـت يومـاً نبوءاتـي!! 
من كان يـا سادتـي منكـم بـلا خطـأٍ
فليرمِ لـي حجـراً فـي يـوم مأساتـي!!
يتبع باقي الأشعار

بيلنياك، إله الكتابة، والأدب الإيروتيكي

جودت هوشيار | في الفنونالكتابةساراماغو واصفًا هذا العصرالفن كخطر على المعاناة الإنسانية عند كازاتاكيس

index

شهد الفضاء الثقافي العربي في السنوات الأخيرة موجة لافتة للنظر من الأدب الإيروتيكي النسوي، وخصوصاً في مجال الرواية، منها رواية (نساء عند خط الاستواء) لـ(زينب حفني)، و(على فراش فرويد) لـ(نهلة كرم)، و(أنا هي أنتِ) لـ(إلهام منصور)، و(خارج الجسد) لـ(عفاف البطاينة)، و(مرافئ الوهم) لـ(ليلى الأطرش)، و(أصل الهوى) لـ(حزامة حبايب)، و(برهان العسل) لـ(سلوى النعيمي)، و(صمت الفراشات) لـ(ليلى العثمان)، و(الغلامة) و(المحبوبات) لـ(عالية ممدوح)، وغيرها كثير. هذه الموجة لا ترتبط بتطور المجتمعات العربية – التي تشهد تضييقاً شديداً على حرية المرأة وهضم حقوقها و فرض الحجاب والنقاب عليها بالقوه باسم الشريعة.ولو قارنا بين العهدين الملكي والحالي في العراق، لرأينا بوناً شاسعاً بينهما في مدى الحرية الممنوحة للنساء. في العهد الملكي كانت المرأة العراقية حرة وسافرة تعمل وتبدع الى جانب الرجل، في شتى مجالات الحياة، أما في العهد الحالي، فقد تفشى الفكر الغيبي المتخلف في المجتمع العراقي واتسع نطاق المحرمات والمحظورات، التي ألصقت بالدين الإسلامي الحنيف ظلماً وبهتاناً. ولم يقتصر هذا التراجع الحضاري على العراق، بل شمل حتى مصر الكنانة، مصر (قاسم أمين) و(هدى شعراوي)، مصر الحضارة والتمدن. فقد رأينا بالأمس مباراة الكرة الشاطئية للسيدات، التي جمعت بين منتخب مصر ونظيره الألماني في أوليمبياد ريو 2016،  ظهرت خلالها لاعبات منتخب مصر، يرتدين الحجاب وبنطلون وتيشيرت بأكمام طويلة، فيما كانت الألمانيات يرتدين “البيكيني” وهو الزي المعتاد في مثل هذه الرياضة. كان الفرق صارخاً بين ثقافتين مختلفتين تماماً. كل ذلك يدل دلالة قاطعة على زيف الأدب الإيروتيكي النسوي المفتعل التي تنشرها دور النشر العربية التجارية لكاتبات “الستريبتيز“، وتطرحها في السوق كسلعة بورنوغرافية لتحقيق اقصى الأرباح، تحت مسميات شتى، مثل تمرد الأنثى على القيم الذكورية، وإنتزاعها لحريتها، وإنطلاقتها الجديدة، ولا أدري عن أي تمرد وحريةوإنطلاق تتحدث دور النشر العربية في ظل الأنظمة الظلامية،  فالواقع يكذّب هذه المزاعم جملةً وتفصيلاً. الكتابة عن الجسد والعلاقات العاطفية الحميمة بين الجنسين، لا ضير فيها، إذا ما وظفت لخدمة الفن، ففي الأدب العالمي نماذج راقية من الأدب الإيروتيكي. ولكن ثمة حد فاصل بين الفن واللا فن، وبين الإبداع والإفتعال، وبين عمق تصوير عاطفة الحب السامية، وبين السرد الجنسي المباشر، و وصف ما لا ينبغي وصفه. في روايات كبار كتاب العالم مقاطع ايروتيكية رائعة. فالكاتب الجاد يعرف حدود الفن ولا يلجأ الى المباشرة والإبتذال أبداً.معظم قصص (ايفان بونين) هي عن الحب العارم بين الرجل والمرأة ، بشتى تنويعاته وأشكاله وصوره ، حتى نعته بعض النقاد بـ“موسوعة الحب”، ولا نغالي اذا قلنا انه لا يوجد في الأدب العالمي نظير له في عمق وجمال تصوير الحب الحقيقي اللاهب. يكفي أن تقرأ بعض قصصه مثل (ضربة شمس) و(في باريس) لتتأكد أن الكاتب المبدع يستطيع أن يصور كل الإنفعالات البشرية الروحية والحسية والجسدية بعمق أخاذ ولغة شاعرية وجمال استيتيكي دون أن ينزلق الى حضيض الأدب المكشوف.


ولدي دليل بليغ وقاطع في الفرق بين الأدب الحقيقي وأدب الإثارة الزائف. ففي شهر ايلول من العام الماضي وخلال زيارتي لمعرض الكتاب الدولي في موسكو ابتعت كتاباً رائعاً بعنوان (دروس الحب الروسي) وهو كتاب ضخم يتألف من 600 صفحة من القطع الكبير. ويضم مقتطفات عن الحب في مائة قصة روسية. لعدة أجيال من الكتّاب الروس، من عمالقة الأدب الروسي وصولاً الى الروائيين الروس المحدثين، وكتاب ما بعد الحداثة، بينها قصص عاطفية لعدد من الكاتبات الروسيات. قصص شديدة التنوع من حيث المضامين  والأساليب الفنية، ولكنها تتصف جميعاً بسمة الإبداع الحقيقي. ومهما حاولتَ البحث بين دفتي هذا الكتاب الضخم عن وصف مكشوف أو فاضح، فلن تجده أبداً، فهي مقاطع  تلمح ولا تصرح، وتشف ولا تكشف. في حين تتمتع المرأة الروسية بحرية شخصية مطلقة في حياتها، والمساواة التامة مع الرجل في كل الحقوق والواجبات، وفي تناول موضوعة الحب في نتاجاتها، ولا يمكن مقارنة وضعها بوضع المرأة في المجتمع العربي.الروايات الإيروتيكية النسوية في الأدب العربي المعاصر، زاخرة بالمشاهد الصريحة غير المألوفة في أدب النساء، وتتسم بالبؤس الإبداعي والخيالي، وضعف التقنيات الفنية، وركاكة اللغة والضحالة الفكرية، حيث يتخذن من الفضائحية طريقاً للشهرة . هذا النوع من السرد الروائي والقصصي يستهوي المراهقين فكرياً وثقافيا، وهو تقليد أعمى لما يسمى “ادب اللذة” الذي ظهر في الأدب الغربي عقب الحرب العالمية الثانية، وشاع بعد الثورة الجنسية في الستينات من القرن الماضي. روايات خفيفة مسلية للباحثين عن الإثارة يطويها النسيان فور الإنتهاء من قراءتها، ولا أحد من النقاد والباحثين في مجال الأدب يعتبرها أدباً جاداً، فهي ولدت لتموت سريعا. وثمة عدد كبير من كتاب “الرواية” في العالم ، تخصصوا في انتاج هذا النوع من الروايات، وتطرح دور النشر الغربية المتخصصة عدداً هائلاً منها في السوق كل عام، فهي كتابة تلفيقية سهلة، لا تتطلب ثقافة أو جهداً كبيراً، بل وسيلة للحصول على المال من اسهل الطرق.كاتبات الإيروتيكا العربية يستخدمن لغة فاحشة لا تجدها حتى في أكثر الروايات الجنسية الغربية إبتذالاً، فهن يلجأن الى كل ما هو غريب ومنحرف في السلوك البشري من اجل إثارة الاهتمام وولوج الأدب من أسهل أبوابه.ومن الطريف ان ثمة في بريطانيا والولايات المتحدة جوائز لمثل هذه الكتابات تحت اسم “أسوأ وصف ايروتيكي”. ولا شك في ان اي رواية إيروتيكية نسوية عربية حديثة، ستفوز بهذه الجائزة حتماً لو ترجمت الى اللغة الإنجليزية.لإستجلاء الفرق بين الفن الإيروتيكي الراقي، كما في روايات كبار كتّاب الرواية في العالم وبين الوصف الإيروتيكي السطحي الفاجر، مثل الروايات التي أسلفنا الإشارة اليها فيما تقدم، نتناول بإيجاز قصة رائعة للكاتب الروسي (بوريس  بيلنياك) ( 1896- 1938)  بعنوان (إله الكتابة) عن حكاية حب مؤثرة بين إمرأة روسية وضابط أجنبي. ففي أوائل العشرينات من القرن الماضي عندما كانت اليابان تحتل بعض مناطق الشرق الأقصى الروسية وبضمنها مدينة فلاديفوستوك الواقعة على ساحل المحيط الهاديء، وقع “تاغاكي”، وهو  ضابط ياباني، رفيع المستوى، ويتقن اللغة الروسية، في حب (صوفيا فاسيليفنا غينديغ)، وهي شابة روسية تعمل معلمة في المدينة. وبعد اسبوع واحد من اعلان خطبتهما، غادر الى بلده بعد ان ترك لها مبلغاً من المال لتغطية كلفة سفرها بالباخرة من ميناء  فلاديفوستوك الى مينا تسوروغا اليابانية. وفور وصولها تزوجا رسمياً، وبذلك خالف هذا الضابط قانون الخدمة العسكرية في بلاده، مما أدي الى فصله من الجيش وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزل والديه على ساحل بحر اليابان. كان الضابط ينحدر من أسرة ارستقراطية عريقة. وقد أثار زواجه من امرأة عادية غضب معظم أقاربه،  فقطعوا علاقتهم به، بسبب إنتهاكه لتقاليد الساموراي الموروثة. وبذلك أصبح خارج شريحته الاجتماعية، ولم يعد بوسعه الإختلاط  حتى بمعارفه ومعارف عائلته السابقين، عاش الضابط وزوجته في منزل الأسرة على سفح جبل يطل على البحر.كانا يمضيان كثيرا من الوقت في قراءة الكتب، وكان الزوج مشبوب العاطفة، يتقن فنون الحب التي وصلت اليه عبر ثقافة الأجداد، تلك الثقافة الغريبة عن الأوروبيين. ففي اليوم التالي لزواجهما قدمت لها ام زوجها صوراً ايروتيكية مطبوعة على الحرير.كانت (صوفيا) تحب وتحترم وتخشى زوجها في آن واحد؛ تحبه لأنه كان قوياً، ونبيلاً، وصموتا، ومثقفاً واسع المعرفة، ولتضحياته من اجلها. كانت تحبه وتخشاه، من اجل حبه الجارف المهيمن، الذي كان يتعبها ويتركها منهوكة القوى، في حين أنه لم يكن يتعب قط . وخلال النهار كان صموتاً ومهذباً وحانياً في نبل صارم. والواقع انها لم تكن تعرف عنه وعن عائلته الا القليل، وقد تناهى الى سمعها أن والده يمتلك، في مكان ما مصنعا لغزل الحرير.كان زوجها رجلا مثقفا لديه حاجة روحية-جمالية، فقد كان يقضي امسياته في غرفته منهمكاً بالكتابة. وبعد عدة أسابيع من إنتهاء مدة إقامته الحبرية، حدث أمر مثير، حيث تدفق الصحفيون الى المنزل على حين غرة، وأخذوا يصورونها وزوجها و كل شيء يخصهما. وشاهدت (صوفيا) على صفحات المجلات اليابانية صورها وصور زوجها؛ صورتهما معا في داخل المنزل وقرب المنزل، وخلال نزهتهما على شاطيء البحر، وامام المعبد. هي في الكيمونو الياباني، هو في اللباس الأوروبي.وقد اخبرها الصحفيون أن زوجها كاتب مشهور، فقد كتب رواية تصدرت قائمة المبيعات، وحصل على مردود مالي كبير، كما انها -الزوجة- اصبحت مشهورة على مستوى اليابان.كانت قد تعلمت اللغة اليابانية قليلاً، واعتادت على دور زوجة الكاتب الشهير، ولم تلحظ في نفسها ذلك التغير الغامض الذي حدث لها، فلم تعد تخشى الناس الغرباء من حولها. واصبح من المألوف لديها ان هؤلاء على استعداد دائما لتقديم أي خدمة تطلبها. واصبحت لديها طاهية في المنزل، وتسافر الى المدينة في سيارة فارهة، وتصدر الأوامر للسائق باللغة اليابانية، وعندما جاء والد زوجها لزيارتهما انحنى لها على الطريقة اليابانية اكثر مما انحنت هي تحية له.كانت (صوفيا) امرأة صموت، وقد اكتسبت خلال السنوات التي قضتها في اليابان رزانة الساموراي، وقررت ان تسأل  زوجها: “ما الذي حدث؟”. لم تكن تتقن اللغة اليابانية الفصحى على نحو يسمح لها بقراءة وفهم الرواية، لذلك سألت زوجها  عن محتوى الرواية، ولكنه لاذ بالصمت في أدب جم، ونسيتْ أن تسأله مرة أخرى، لأن ذلك في الواقع لم يكن بهمها كثيراً.ذات مرة جاء الى منزلهما مراسل صحيفة تصدر في طوكيو. وكان يتكلم الروسية. لم يكن زوجها موجودا، فأخذا يتنزهان على ساحل البحر القريب من المنزل ويتحدثان حول موضوعات شتى، وخلال حديثهما وجهتْ سوالاً الى الصحفي عن سبب رواج رواية زوجها، وما الأمر المهم فيها؟ وعرفت منه ان الرواية هي عن حياتها بالذات.وخلال الأيام والأسابيع اللاحقة انكبت على قراءة الرواية ولكن ببطأ شديد وبعد عدة أسابيع اكتشفت ان زوجها كان يراقبها في المنزل ويسجل كل خطواتها وحركاتها وعاداتها، وان الرواية بأسرها هي عن حياتها بأدق دقائقها؛ كيف تأكل، وكيف تنام أو تغتسل، وحركاتها الدالة على الأستمتاع بمباهج أنوثتها، وارتعاشات جسدها البض، والأصوات التي تصدر عنها في ذروة لقاءهما الحميمي.لم تكن بوسعها ان تغفر له فضح ادق تفاصيل حياتها الشخصية الحميمة. وعرضها للبيع. لملمت حوائجها  الضرورية فقط وصرفت ما كان لديها من نقود مدخرة لشراء بطاقة العودة بالباخرة الى مدينتها فلاديفوستوك. وفيما بعد تجاهلت رسائله الكثيرة اليها !ويمضي (بيلنياك) الى القول:أن الثعلب شخصية مخاتلة في الفولكلور الياباني. الثعلب مطبوع على المكر والغدر والخيانة. واذا سكن روح الثعلب في الأنسان أصبح ملعوناً. الثعلب – إله الكتابة.

رواية حسن ميّ النوراني: الأبيض ابن المصْلوبة

Continue reading رواية حسن ميّ النوراني: الأبيض ابن المصْلوبة

سماح – رواية سافرة تكشف المستور

Continue reading سماح – رواية سافرة تكشف المستور